في اطار سلسلة لقاءاتنا لمجلة الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب نسعد اليوم باستضافة أحد أبرز الشخصيات العربية البارزة والفاعلة في مجال السياحة والتراث والفندقة الأستاذ فيصل نجاتي , شخصية شغلت العديد من الوظائف المرموقة بوزارة السياحة السورية.

 في اطار سلسلة لقاءاتنا لمجلة الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب نسعد اليوم باستضافة أحد أبرز الشخصيات العربية البارزة والفاعلة في مجال السياحة والتراث والفندقة  الاستاذ فيصل نجاتي , شخصية شغلت العديد من الوظائف المرموقة بوزارة السياحة السورية.

 اهلا بكم سيدي الفاضل شرف لنا حضوركم معنا اليوم في هذا اللقاء.

ضيفنا الكريم عرفنا عن نفسك اكثر , من هو الأستاذ فيصل نجاتي ؟

المهندس فيصل نجاتي مهندس مدني درست في جامعة دمشق كلية الهندسة المدنية

 عملت في وزارة السياحة لثلاثين سنة , بدأت العمل في مجال الترميم والتأهيل كترميم البيوت التراثية  في مدينة  دمشق فكان  هذا في مجال عملي الهندسي .

 بعد ذلك ، انتقلت إلى مواضيع لها علاقة بالتخطيط والتنمية السياحية, وشغلت عدة مناصب منها  مديرسياحة مدينة دمشق  لستة سنوات من عام 2006 لغاية عام 2011 .

منصب مديرالتنمية السياحية , مدير عام هيئة التدريب السياحي والفندقي .

 تحصلت على درجة الماجيستير في التخطيط والتنمية المستدامة للسياحة وتركز عملنا بعدها في مجال التخطيط السياحي والتنمية السياحية والحفاظ على التراث, التدريب والتأهيل السياحي وكل ما يتعلق بالتنمية الموارد البشرية في قطاع السياحة والضيافة .

شاركت في العديد من الدورات داخل القطروخارجه في ما يتعلق بإدارة المواقع الأثرية والتسويق الدولي ,كما انني شاركت بدورة في العلوم السياحية في إيطاليا عن طريق منظمة السياحة العالمية. كنت أيضا عضوا في العديد من الهيئات والمنظمات فأنا عضو في لجنة التراث بنقابة المهندسين منذ أكثر من عشر سنوات شاركت في العديد من اللقاءات والندوات والمحاضرات في ورشات عمل داخل وخارج القطر السوري , كما كنت محاضرا في عدة  دورات ونشاطات متنوعة داخل القطر وخارجه .

حقيقة استاذنا الكريم خبرتكم جد مميزة وغنية في مجال التراث , السياحة الفندقة .

في الواقع خلال عملنا الطويل في وزارة السياحة على مدى الثلاثين عاما الماضية سمحت لنا الظروف ومجالات العمل أن نكون موجودين في العديد من مفاصل العمل في الوزارة وبالتالي اكتسب خبرة في مجال الضيافة , مجال السياحة, التعليم والتدريب , التنمية والتخطيط , الاستثمار السياحي. كل هذه الأمور الحمدلله عملنا عليها في فترة ما قبل الحرب في سوريا فكانت فترة جدا مهمة بالنسبة لنا كونها ساهمت في النمو السياحي بشكل جد متسارع و كنا من أحد طواقم العمل في وزارة السياحة , عملنا في مختلف إطارات العمل والأنشطة التي نظمتها الوزارة .

من خلال تجربتكم ومؤهلاتكم العلمية كيف يرى الاستاذ فيصل نجاتي التنمية السياحية المستدامة بالوطن العربى بين الإمكانيات والافاق ؟

لا شك في ان كل دولة عربية لها خصوصيتها. كل دولة تمتلك من المقومات ما يميزها بشكل عام , وطننا العربي يمتلك مقومات لها علاقة بالحضارة والتراث والثقافة , و مقومات دينية فالعديد من الدول العربية هي أرض الديانات السماوية خاصة في بلاد الشام , المهن التراثية المطبخ العربي التنوع الطبيعي في الوطن العربي فدول كثيرة تمتلك مناطق صحراوية ومناطق بادية الجبال الشواطئ الغابات الوديان المغارات تنوع كبير في الحقيقة وبالتالي كل دولة تمتلك مقومات تختلف عن غيرها وبالتالي كل دولة لها خططها بما يتوافق في عملية تطوير الخدمات السياحية و التنمية السياحة بما يتوافق مع المقومات السياحية لها وهذا ما يتوافق أيضا مع الخدمات السياحية الموجودة.

خطة التنمية السياحية والتطوير السياحي لابد أن تكون خطة متكاملة شاملة مرنة في كل القطاعات فيجب أن تكون داعمة للقطاع السياحي فالقطاع السياحي يكمل أيضا القطاعات الأخرى الاقتصادية و يحافظ على البيئة و التراث.

مثلما نعرف ان خطة التنمية المستدامة للسياحة تم إقرارها واعتمادها من قبل منظمة السياحة العالمية وتم الطلب من كل الدول المنتسبة إلى المنظمة التي مقر ها مدريد أن تدخل في خططها التنمية المستدامة للسياحة خاصة الخطط الاستراتيجية طويلة الأمد.

وبالتالي كل وزارة من الوزارات الموجودة في الوطن العربي وكل حكومة هي ملزمة بوضع خطط تنموية للحفاظ على التراث و الهيئة الاقتصادية لتنمية المجتمعات المحلية في مناطق التنمية السياحية, أي منطقة فيها مقومات سياحية إن كانت تراثية تاريخية أو طبيعية أو دينية. لابد من خطة دقيقة للحفاظ على هذا التراث والحفاظ على المحيط البيئي لمواقع التراث ,المحيط الحيوي ,التنمية وخلق فرص عمل تفيد المجتمع الأهلي الموجود ويحقق النشاط السياحي.

البعد التنموي والحفاظ على التراث و البيئة. تحقيق فائدة خلق فرص عمل الحفاظ على العادات والموروث الثقافي في كل مناطق التنمية. لا شك أن هذا الموضوع موضوع كما نعرف أن صناعة السياحة صناعة مركبة وليست صناعة سهلة وبالتالي كل الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص يجب أن يكون شريك في عملية التنمية المستدامة للسياحة.

كما نعرف أن القطاع السياحي هو قطاع داعم رئيسي للاقتصاد الوطني وهو مكمل لخطط التنمية الاقتصادية. لاشك أن قطاع السياحة قطاع حساس ويتأثر سريعا بكل المتغيرات. اليوم وطننا العربي شهد العديد من الأزمات على مستوى العديد من الدول وتأثرت السياحة بشكل كبير لكن هذا لا يمنع أبدا أن تضع كل دولة في وطننا العربي خططا للتنمية المستدامة , كل دولة حسب ظروفها و مقوماتها و البنى التحتية وبنى الخدمات العامة وبنى السياحية وطرق الوصول وسهولة الوصول.

فاستطاعت العديد من الدول على حسب إمكانياتها أن تضع خطط تنموية وتنمي السياحة بناء على خدمات مهمة خدمات الإقامة خدمات الضيافة خدمات النقل الجوي خدمات الوصول وتطورت في عدد من الدول العربية التي لديها إمكانيات ضخمة بهذا الموضوع.

فعليه يمكن القول ان هناك دول عديدة تمتلك الإمكانية لخلق وتطوير سياحة مستدامة.

وهنالك دول إمكانياتها ضعيفة و دول من العالم تعاني وما زالت تعاني من الحروب كسوريا ليبيا ,مصر ,اليمن, العراق, لبنان. فهي دول تعاني من أزمات داخلية و حروب بشكل متفاوت في مستوى المعاناة ولكن هذه المعاناة حقيقة تؤثر بشكل كبير على خطط التنمية المستدامة للسياحة. ولكن لا شك أن الحكومات التي تعتمد على القطاع السياحي كأحد أعمدة الاقتصاد في هذه الدول لا شك أن تأخذ بعين الاعتبار دور القطاع السياحي في التنمية المحلية التنمية الإقليمية والتنمية على المستوى الوطني.

 ما وجهة نظركم استاذ فيصل لمكانة السياحة المستدامة وهل من مخطط توجيهي لتهيئة السياحة والتراث يعني كيف تقيمون التنمية السياحية بسوريا، وهل من خطة توجيهية لإعادة بعث الموروث الثقافي والسياحي لما بعد الحرب؟

لا شك أن الوضع في سوريا ليس سهلا , وضع حرج لا أتوقع أن هناك اي دولة مرت بما مرت به سوريا , جزء كبير من تراثنا تضرر, جزء كبير من تراثنا سرق عدد كبير من منشآتنا السياحية ومنشآت الاستضافة, الفنادق والمطاعم تعرضت لأضرار كبيرة وخرجت عن الخدمة جزء كبير من كوادرنا البشرية التي تمتلك الخبرة العالية والمهارة العالية خرجت وهاجرت خارج القطر وبالتالي خسرنا شريحة كبيرة من المهارة العالية والخبرة في مجال الموارد البشرية بالقطاع السياحي وبالتالي تم من خلال توجيهات الحكومة برئاسة مجلس الوزراء أن تقوم كل وزارة بوضع خطة استراتيجية 2019-2020-2030, خطة استراتيجية لمدة عشر سنوات تم تقسيمها الى عدة مراحل مرحلة الاستجابة ومرحلة التعافي ومرحلة الاستدامة ولكل مرحلة من المراحل وضعنا برامج تفصيلية وبرامج تنفيذية تتعلق بتطوير الأنظمة والقوانين وتطوير قطاع التعليم والتدريب السياحي تتعلق بموضوع الخدمات السياحية الجودة السياحية ,التسويق والترويج السياحي وكل ما يتعلق بالنشاط السياحي يتوافق مع الوضع الحرج في سوريا بعد الحرب والوضع الاقتصادي الصعب وبالتالي نشاط السياحي يحتاج الى دعم كبير وتمويل كبير .

لاشك اننا سنحكي أيضا عن التخطيط السياحي والتنمية المستدامة فنحن أمام عدة جهات لها علاقة بهذا الموضوع جهات حكومية رئيسية الوزارات المعنية وزارة السياحة بشكل رئيسي وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف وزارة الموارد الإدارية المحلية والبيئية وزارة النقل وزارة الكهرباء كلها , البلديات المحافظات كل هذه الوزارات الخدمية هي معنية بعملية تطوير الخدمات السياحية في كل مناطق التنمية السياحية,لاشك أيضا ان المفصل الرئيس والشريك الرئيس للقطاع الخاص أصحاب الفعاليات الخاصة اتحاد غرف السياحة الفنادق ,المطاعم, مكاتب السياحة والسفر نقل السياح ,الأدلاء السياحيين ,المهن التراثية كل هؤلاء شركائنا.

إضافة إلى شركائنا الرئيسيين المجتمعات المضيفة والمجتمعات المحلية التي تستضيف النشاط السياحي حسب تنوع وانتشار مواقع الجذب السياحي سواءا كانت تاريخية أو أسرية أو طبيعية أو دينية في سوريا.

أيضا يجب ان لا ننسى الذكر ان وزارة السياحة أيضا تعمل بظرف ليس سهلا ,ظرف صعب , تقوم بجهد كبير وتنسيق كبير مع كل الجهات المعنية مع منظمات و هيئات تعمل داخل سوريا و هيئات محلية ,منظمات محلية ومنظمات دولية والعديد من المنظمات الدولية لها عمل في سوريا قد تكون منظمات حكومية مثل اليونسكو أو منظمة السياحة أو اليونيسيف ومنظمات غير حكومية مثل مؤسسة الآغا خان ,الأمانة السورية للتنمية ,العديد من المنظمات تعمل في وزارة السياحة وتعمل أيضا مع المنظمات لإعادة ترميم وتأهيل مواقعنا الأثرية مواقعنا التاريخية.

و إعادة الخدمات لهذه المواقع قدر الإمكان ,تنشيط أشكال السياحة الممكنة في المستقبل القريب إن كان سياحة داخلية أو سياحة إقليمية ومن ثم العودة إلى النشاط السياحي وبالتالي خطة الترويج والتسويق حتى تتوافق مع وضعنا الخاص. الخروج من الحرب. إمكانية الوصول. إمكانية الزيارة. وهذا أيضا مرتبط بطبيعة الحال بالسياحة.

هو نشاط اقتصادي مرتبط أيضا بالعلاقات الدولية وتطور العلاقات الدولية.

وضمن هذه الخطة الاستراتيجية للسياحة المستدامة كان جزء رئيسي ضمن خطة وزارة السياحة الحفاظ على موروثها التاريخي وتنوع الحضارات. إعادة تأهيل مواقع التراث والحفاظ على البيئة بشكل عام في كل مناطق التنمية السياحية. دعم المجتمعات المحلية من الناحية الاقتصادية للحفاظ على تراثنا الاجتماعي الموروث الثقافي. كل هذه الأمور تم اعتمادها في الخطة التي ذكرت والتي تمتد على عدة مراحل إلى عام ألفين وثلاثين.

في ظل هذه الظروف الصعبة هناك جهود كبيرة وعمل متكامل وتكاثف للجهود لإعادة بعث الموروث السياحي والحضاري السوري أعانكم الله استاذ ورفع عنكم غبن الحرب لإعادة إحياء التراث السياحي والسوري العريق.

ما دور المؤسسة الفندقية في إطار المخطط التوجيهي لتطوير القطاع السياحي وهل فكرتم في في انشاء فنادق داعمة لخطة التنمية السياحية المستدامة للتعريف بالتراث ؟

طبعا مثلما نعرف أن سوريا من الدول الغنية جدا بالتاريخ الحضاري وتنوع الحضارات التي نشأت في سوريا ,نذكر منها بعض الممالك مثل أوغاريت وماري وأبلى وتدمر وغيرا فهم وبصر كل هذه المواقع التاريخية والأثرية تعرضت لأضرار كبيرة ,متاحفنا الغنية تعرضت لأعمال سرقة وتجارة الآثار والتنقيب الغير شرعي في المناطق التي خرجت عن سيطرة المديرية العامة للآثار والمتاحف ,تخريب كبير و تدمير تعرض له موروثنا الثقافي في سوريا والذي هو موروث العالمية وموروث الإنسانية. هذا التراث عالمي بالنسبة لكل الإنسانية كتاريخ وحضارة.

في الحقيقة تبذل الحكومة جهد ا كبيرا بالتعاون مع كل الهيئات والمنظمات للوصول إلى وضع خطط تنفيذية لإعادة تأهيل المواقع التراثية. و استعادة الكثير من قطعنا وآثارنا التي انتشرت في دول عديدة بشكل غير شرعي وغير نظامي وهذا يتطلب جهد كبير ومتابعة كبيرة بالتعاون الكبير مع دول الجوار والدول الأخرى ,الدول المعنية ,المنظمات الدولية.

اكيد في إنجازات عم تصير. ولكن حقيقة العمل في هذا الموضوع جدا كبير.

سوريا من الدول المشهورة على خارطة المقاصد السياحية بتراثها العريق منطقة بلاد الشام وسوريا مهد الحضارات مهد الديانات.

المهن التراثية العراقة كل هذه الأمور حقيقة تأثرت بشكل كبير ولكن الطموح كبير والأمل كبير بإعادة إحياء تراثنا كما كان إن شاء الله في سوريا والمنطقة كلها شهدت خلال التأريخ محنة كبيرة و تعرضت لأحداث ضخمة من أيام المغول والتتار والحملات الصليبية وقبلها وغيرها لكن كانت دائما الحياة تعود وبالتالي نحن ننظر دائما بتفاؤل إلى المستقبل.

لا يمكن الانكار ان قطاع الاقامة و الضيافة ,قطاع الفنادق هو من أهم القطاعات في بناء صناعة السياحة وبناء الخدمات السياحية أي منتج سياحي بحاجة دائما لخدمات سياحية وأهم مفصل من مفاصل الخدمات السياحية هي الإقامة التي تتضمن الإقامة والاطعام.

قبيل الحرب على سوريا كان هناك مؤتمر ينظم سنويا مؤتمر الاستثمار السياحي في سوريا وكنت أنا دائما ضمن اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر

كان هناك نقص كبير في عدد الفنادق وحجم الفنادق في مختلف مناطق ومحافظات القطر فتم جذب عدد كبير من الشركات لإقامة مشاريع ضخمة في سوريا ومتوسطة وصغيرة وبدأت هذه المشاريع بالبناء والتشييد عام ألفين وثمانية ألفين وتسعة وألفين وعشرة و كان متوقعا أن تدخل حاجز الخدمة خلال سنوات ألفين وثلاثة عشر وأربعة عشر , كان هذا سيحدث نهضة فندقية وسياحية , لكن الحرب في سوريا أثرت بشكل كبير وتوقفت تقريبا كل هذه المشاريع, اليوم بالنسبة للمشاريع الضخمة تجد صعوبة في الانشاء في الحقيقة ليست سهلة وبالتالي لم توجه للمناطق التنموية المحلية.

أشكال بسيطة من الإقامة تتوافق مع التراث المحلي التراث الطبيعي التراث البيئي التراث التاريخي في مناطق التنمية يجب تشجيع الاستثمارات التي تتركز على المشاريع المتوسطة والصغيرة وحتى متناهية الصغر وبالتالي هذا شيء جزء رئيسي للحياة في مناطق التنمية المستدامة.

إقامة الفنادق الصغيرة التي تتلائم مع هذه المرحلة مرحلة التعافي ومرحلة الاستجابة وبالتالي ضمن خطط وزارة السياحة التي ذكرت وبالتفصيل موجود عملية دعم الصناعة, الضيافة بشكل هذه المشاريع الصغيرة وفي مناطق التنمية المستدامة للسياحة.

أي دعم للقطاع الخاص خاصة المحلي والمجتمعات الأهلية المحلية لدخول الاستثمارات المتوسطة والصغيرة لابد ان يكون دعم حكومي من كل الجهات وتقديم التسهيلات من الشقين تسهيلات من الناحية الإدارية التي تتعلق بالتراخيص وكل ما يتعلق بالأمور الإجرائية الإدارية لمنح التراخيص إن كان من جهة البلدية أو من جهة وزارة السياحة من جهة أخرى تقديم الخدمات الممكنة ,خدمات البنى التحتية لتتمكن هذه المشاريع من النهوض والوقوف والتخديم بمناطق التنمية للتعرف على تراثنا وإعادة إحياء هذا التراث.

لو نتحدث عن المطبخ الشامي استاذ فيصل   مكانته جد مرموقة عالميا ما هي اشهر الاطباق المطلوبة من طرف السياح؟

المطبخ السوري او المطبخ الشامي جدا عريق, العراقة تأتي حقيقة من قدم الحضارات وقدم التاريخ في سوريا. و تأتي من خلال التمازج بين الثقافات و العلاقات المتبادلة والتواصل مع الثقافات الأخرى.

بحب شير أن مثلا طريق الحرير وهو كان أطول طريق تجاري عرفه التاريخ الإنساني. كانت سوريا هي محطة لقوافل طريق الحرير فكانت القافلة تأتي من الشرق و اخرى من الغرب و يلتقون في سوريا.

كل قافلة كانت تحمل معها مطبخا وبالتالي كان هناك تمازج منذ القدم مع كل الثقافات التي دخلت على سوريا.

معها طرق التجارة مع طريق الحرير وبالتالي المطبخ السوري عرف وتعرف وتأثر بكل هذه الثقافات والحضارات التي مرت على سوريا أرض سوريا وأرض بلاد الشام أرض غنية معطاءة حباها الله بكل الخير وبالتالي عرفت كل أنواع الزراعات منذ القدم حتى نشأت الزراعات على هذه الأراضي.

فبدا الإنسان بزراعة القمح الزيتون الحمضيات كل هذه الأمور اليوم دولنا و دول بلاد الشام مثلما نعرف غنية بكل أشكال الخضروات كل أشكال الحبوب كل أشكال الفواكه الحمضية. المطبخ السوري مطبخ عريق جدا يعتمد بشكل رئيسي على الخضار و يعتمد بشكل رئيسي على اللحومات ,متنوع صحي.

المطبخ السوري من خلال تعاملنا مع السياح بشكل كبير و تنوع أشكال السياح التي كانت تأتينا من المشرق إلى المغرب من دول أجنبية من مختلف أصقاع العالم كنا نلاحظ دائما في تقدير وتقبل المطبخ السوري مطبخ سهل صحي في الحقيقة لاقى إعجاب كبير خاصة كل ما يتعلق بالأطباق الرئيسية الحلويات والمعجنات السلطات كل هذه الأمور كما نعرف مطبخنا السوري إن كان بسوريا أو بلبنان أو بفلسطين أو كل هذه المنطقة مطبخ متشابه. مطبخ عريق الحقيقة نفتخر بهذا التنوع الكبير بمطبخنا ,نقول ان بلاد الشام تقريبا في مطبخ واحد إن كان من ناحية الأطباق الرئيسية فكلنا نعرف المنساف نعرف الكباب ونعرف كل المقبلات المعجنات المناقيش الفطائر الحلويات الشامية الكنافة لكنافة كل و شكور وكل هذه الأمور لها تقدير كبير من كل ضيوفنا. أحب ان أشير ايضا أنه في كل منطقة من مناطقنا هناك مطبخ محلي.

بشير أيضا ان المناسبات أيضا لها أطباق خاصة فيها فنحن في رمضان دائما يجب ان يتواجد على موائدنا التمر هندي, عرق سوس , الناعم في أطباق خاصة برمضان لا يخلو أي بيت من أي منها فالعائلة دائما تجتمع يوم الجمعة على أطباق مميزة مثل الفول والتسقية والمسبحة هي مميزة أيضا في كل يوم جمعة لدى العائلات السورية المطبخ السوري مطبخ الشامي حقيقة مطبخ غني مطبخ صحي مطبخ يلائم كل الأذواق ونفتخر به.

طبعا لا ننسى أطباق كتير اخرى مثل حراق أصبعوا ,ست زبائيه لمجدرة التبولة المحاشي كل هذه الأطباق غنية و مميزة ولها وقع ولها تقبل لدى كل السياح وخاصة من الدول العربية وأيضا من الدول الأجنبية.

فعلا وانا شخصيا من عشاق  الطبخ السوري ما شاء الله فعلا لا غبار عليه مطبخ متكامل واصيل.

لو نتحدث عن الاتحاد الدولي  ماستر شيف العرب يعتبر سفيرا لكل الدول العربية لتبادل الثقافات والخبرات  للتعريف بمختلف الطبوع السياحية والتراثية ما تقييمكم  استاذ المجهودات المبذولة من طرف الاتحاد؟

بالنسبة للاتحاد الدولي ماستر شيف العرب نبارك لهم هذه الجهود القيمة لا شك أن أي نشاط يظهر مهارات وخبرة وحرفية الشيف العربي فهو جهد مقدر وثمين.

بالنسبة للشيف العربي وخاصة في منطقة بلاد الشام اقول ان تنوع المطبخ في بلاد الشام يحتاج دائما إلى الشيف الماهر الشيف الحرفي شيف يتقن التعامل مع كل هذه الأطباق المتنوعة بكافة أشكالها.

فأي نشاط يظهر هذه المهارة فهو جهد مشكور فالاتحاد كان من الهيئات النشيطة كما كان لهم حضور جيد وجميل لدينا في سوريا. فكنا في لقاء مع الشيف أحمد رئيس الاتحاد وكان هناك برامج للتعاون و كان ذلك في محافظة السويداء وإن شاء الله سيكون لهم أيضا تمثيل رسمي في هذه المحافظة وفي سوريا.

لاحظنا أنه يعمل دائما على إظهار المطبخ السوري و العربي و إظهار مهارة الشيف العربي ,تهيئة فرص تدريبية فرص تعليمية لمن يرغب في المتابعة والتخصص في عدة دورات.

هذا الاتحاد أيضا نشيط في هذا المجال.بالنسبة لنا ابواب التعاون طبعا كلياتنا مفتوحة مع هذا الاتحاد لكل ما فيه من إظهار وترويج وتسويق لمهارة الشيف العربي ولغنى وتنوع المطبخ العربي والمطبخ الشامي بالذات فنتمنى كل التوفيق لهذا الاتحاد ونتمنى التطور على المستوى المحلي المستوى الإقليمي و المستوى العربي و العالمي ليكون حاضرا في كل النشاطات.

منح الشهادات إقامة الدورات التدريبية اعتماد برامج تعاون مع الهيئات والاتحادات المسجلة في العالم وما أكثرها.

الحقيقة جهد كبير جهد مشكور يضاف إلى كل الجهود التي ممكن أن تعرف بتنوع مقومات الجذب السياحي بالوطن العربي وفي بلاد الشام في سوريا وفي لبنان وغيرها بشكل كبير.

شكرا جزيلا ونعتز برايكم استاذ سؤال اخير ضيفنا الكريم :من خلال مشاركاتكم العديدة والمتكررة بمختلف الفعاليات والمؤتمرات الدولية و العربية كيف تقيمون التنمية السياحية بصفة عامة بين الواقع والتجربة وكيف اثرت الأزمة المالية العالمية على تسويق الخدمات الفندقية السياحية في ظل الحروب بالمنطقة و تأثير الأزمة الصحية العالمية covid19 على السياحة العالمية؟

التنمية السياحية المستدامة هو عنوان عريض لكل خطط ومشاريع واستراتيجيات التنمية وتنفيذ هذه الخطط ليست بالأمر سهل بقدر ما نقوم بالتنفيذ ,عادة وضع الخطط يتطلب وقت طويل ودراسة وتحليل واقع راهن وتحليل نقاط القوة والضعف للسوق السياحية ,الأسواق المنافسة ,الأسواق المصدرة للسياحة المقاصد السياحية المنتجات السياحية وبالتالي عملية التخطيط السليم عملية دقيقة وعملية التنمية السياحية عملية ليست بين قوسين عملية معقدة والانتقال من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ. ليست موضوع سهل فهي بحاجة إلى دعم كبير و دعم حكومي من كل الجهات و عقد تشاركية كبيرة مع القطاع للحصول على تمويل كبير من جهة وبالتالي اليوم بوطننا العربي اصبحت مشاريع التنمية عديدة.

نقل هذه المشاريع إلى الواقع وإلى التجربة وتكون بمستوى أداء عالي مستوى جودة عالية و مستوى معايير في الخدمة ترتقي إلى المعايير الدولية ليس شيء سهل طبعا هناك دول عديدة. مستوى الخدمات و مستوى النقل و الإقامة فيها عال جدا مثل دول الخليج . ايضا دول المغرب العربي لها تجربة كبيرة أيضا في مواضيع الإقامة والحفاظ على التراث. موضوع ليس سهل موضوع الانتقال من الخطط التنموية الاستراتيجية السياحية إلى التنفيذ عادة التنفيذ لا يعكس دائما نجاح كبير. الخطط الموضوعة نتيجة التعقيد الكبير في عملية تنفيذ خطط التنمية السياحية. الأزمات تؤثر بشكل كبير والحروب تؤثر بشكل كبير على القطاع السياحي الذي هو قطاع حساس جدا. و من قطاع أكثر القطاعات التي يمكن أن تتأثر بالأزمات.

في الحقيقة الأزمة الأخيرة أزمة وباء كوفيد تسعة عشر واضح مدى تأثيرها على قطاع السياحة, أوقف النشاط السياحي في مختلف دول العالم حتى الدول المتطورة سياحيا مثل إيطاليا وإسبانيا واليونان وأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول. مدن كانت الحياة تعج فيها بالسياح مثل باريس برشلونة ومدريد لندن اليوم حركة السياحة او حركة النقل السياحي حركة الضيافة السياحية الفنادق المطاعم من كبيرهم إلى صغيرها توقفت تقريبا.

النشاط في مقاصد السياحة الدينية أيضا توقف, توقف ايضا رحلات الحج والعمرة بشكل كامل فالحقيقة قطاع السياحة و الضيافة تأثر بشكل كبير خاصة أن جزء العامل الرئيسي في هذا القطاع هو القطاع الخاص وبالتالي حجم التأثير والضرر كان كبيرا على هذا القطاع وهذا أقل حساسية وخصوصية القطاع السياحي هو تأثر بشكل كبير وسريع بالأزمات وكلنانا كل أشكال الأحداث والكوارث بشكل عام للحياة.

كل القطاعات تنتظر التعافي من هذا الوباء للعودة ولو بشكل تدريجي بشكل متصاعد إلى النشاط السياحي. عودة القطاع الخاص عودة الحركة السياحية. حقيقة هذا الموضوع قد على ما يبدو سوف يأخذ وقت حتى يتعافى بشكل جيد

وبالتالي تسويق اليوم للخدمات الفندقية , المنتجات السياحية, تسويق السياحة الترويج للسياحة كله في الحقيقة تقريبا متوقف بشكل كامل على مستوى العالم على مستوى المقاصد السياحية. دول كثيرة تعتمد على حركة بسيطة للسياحة الداخلية ولكن مثلما نرى حاليا تراجع عدد كبير من الدول عن الحركة كما اغلقت مجالاتها و فرضت الحظر كما وضعت قواعد لبروتوكول خاص لمجابهة الوباء هذا الوباء وباء كورونا.

بانتظار مشاريع ومعالجات منظمة الصحة العالمية. الدول المصنعة للقاحات كيف ستستطيع أن تستعيد الثقة من كل المواطنين للثقة لعودة الحركة والتوجه إلى المقاصد السياحية وخاصة من السياح. للأسف يعني دعينا نقول انها ليست موجودة في دول العالم الغير متطورة على المستوى الاقتصادي العالمي وبالتالي قد يكون هناك تأخر في وصول اللقاحات اليها

عودة النشاط السياحي. أتوقع أن لا يكون بالقريب العاجل وسيستغرق وقتا طويلا حتى يتعافى و قد يحتاج إلى وقت طويل حتى نسترد ثقة السائح كدولة مصدرة للسياح وثقة بالمقاصد السياحية. الدول المستقطبة للسياحة.

مشكور استاذ على هذه المعلومات القيمه و التحليل الدقيق ،كان لنا شرف اللقاء والحوار معكم ضيفنا الكريم الاستاذ فيصل نجاتي،شكرا جزيلا على كل المعطيات التي افدتمونا بها،اصالة عن نفسي ونيابة على كل اعضاء الاتحاد الدولى ماستر شيف العرب نشكركم على قبول دعوتنا ونتمنى لكم كل التوفيق والنجاح الدائم والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته.

الشكر الجزيل لكم ولجهودكم موفقة دائما إن شاء الله.

حوار الاستاذة فاطمة الزهراء مسوس

تدقيق أ.صبرينة عماري