الشيف الأردنية "نسرين الوادي" في حوار خاص مع مجلة الاتحاد


 

الشيف الأردنية  "نسرين الوادي"

 في حوار خاص مع مجلة الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب

 

في إطار سلسلة اللقاءات و الحوارات الخاصة التي تقوم بها مجلة الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب مع بعض الشخصيات الناجحة والتي أعطت الكثير للمطبخ العربي ، سيكون لنا هذه المرة  لقاء شيق و مميز مع  قصة نجاح جديدة  و مثيرة مع ابنة الأردن ، الشيف المتألقة و صاحبة الأفكار المبدعة  نسرين الوادي،  هذه المرأة المبدعة  و صاحبة  الأفكار الداعمة ن لنتعرف عليها عن قرب و عن مشوارها في عالم الطبخ ، هذا اللقاء الذي تحدثت فيه عن حبها و شغفها بهذا المجال الذي أبدعت  فيه ،  فهي إنسانة طموحة ، متجددة الأفكار تسعى باستمرار إلى إثبات نفسها و مهاراتها  الرائدة في مجال الطبخ و التحكيم الدولي من خلال مشاركتها في العديد من  المسابقات و المهرجانات الدولية ، إلى جانب كونها شيف، فهي أيضا زوجة و أم ، لكن هذه المسؤولية لم تمنعها من تطوير نفسها في هذا المجال الذي عشقته، و تعد الشيف نسرين الوادي احد ابرز الشخصيات  التي مضت قدما  في تطوير مجال الطبخ و النكهات  و تسعى دائما لتقديم أفكار إبداعية مختلفة  في مجال الطبخ ، كما استطاعت الشيف نسرين أن تتخطى الطهي  بخوض تجربة فريدة من نوعها و هي تجربة إنسانية بالدرجة الأولى و هي  تقديم المساعدة لكل من يحتاجها ،  الأمر الذي ساعدها في أن تضع  بصمتها في عالم الطبخ .ويكتب اسمها بأحرف من ذهب .

من هي  الشيف نسرين الوادي ، وكيف دخلت مجال الطبخ ؟

 

نسرين هي إنسانة بسيطة و أمرآة متزوجة و أم ل3 أطفال ، متحصلة على بكالوريوس إرشاد سياحي ، توجهت لعالم الطهي بعد الزواج  ، و بدأ الموضوع كهواية و هكذا اكتشفت في نفسي حب كبير للطهي ، في الأول بدأت اشتغل على النكهات  حتى تكون النكهة مضبوطة ، و بعد ذلك اشتغلت على طريقة تقديم الأطباق ، بحيث تكون بطريقة حضارية  مشابهة للشيفات الكبار ، لما  اكتشفت انه عندي حب و شغف كبير  للطبخ توجهت للدورات الاحترافية و فعلا أخذت عدة دورات على أيدي امهر الشيفات في الأردن في عدة مجالات  سواء في الحلويات ، المقبلات و الأطباق الرئيسية   و أخذت من خبرات السابقين في هذا المجال  و شيئا فشيئا طورت من نفسي حتى وصلت إلى ما انأ عليه الآن ، طبعا مازلت في بداية الطريق و أتمنى أن يوفقني الله دائما .

كيف اكتشفت شغفك بهذا المجال، و لماذا اخترت الطبخ دون غيره؟

لما  كنت طالبة جامعية كنت مغتربة  و بعيدة عن أهلي ، هنا أصبحت اعتمد على نفسي في تحضير الأكل و كنت اطبخ بنفسي، فأصبحت اشتري كل المكونات و المستلزمات الخاصة بالطبخ  بالرغم من أنني لم أكن أعرف أي شيء عن الطبخ من قبل ، من هنا اكتشفت شغفي الكبير به.

اخترت الطبخ دون غيره لأنه بصراحة الطبخ ليس مثل ما يفكر فيه معظم الناس ، فهو ليس مجرد طبخة تحضر و تقدم للناس  ، و الطبخ  فيه عدة مجالات متداخلة في قلب الطبخة  التي نقدمها فهو فن في حد ذاته بداية من كيفية ضبط النكهات التي يجب أن يعجب بها الشخص التي يتناول هذا الطبق ، ثم  طريقة جعل  شكل هذا الطبق جميل و جذاب  و أيضا صحة الإنسان التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار عند تحضير هذا الطبق من العناصر الغذائية المكونة لهذا الطبق المفيدة لصحة الإنسان كالابتعاد ن الدهون ، الحرص على النظافة وغيرها ، هذا ما جذبني لعالم الطبخ أكثر ، لأنني أحسست أن الشيف  ليس فقط عبارة عن طاهي بل هو فنان، رسام ، طبيب ، وحتى يمكن القول انه مهندس للصحن .

بماذا تتميز أطباق الشيف نسرين ؟

 

أكثر ما يميز أطباقي هو أنني أحضر أطباق ووصفات كثيرة بطرق بسيطة و سريعة تتناسب مع جميع ربات البيوت الذين لديهم أطفال و أيضا للمرأة العاملة  التي لا تملك الوقت الكافي لتحضير وصفات كثيرة و معقدة تتطلب جهد كبير ووقت أطويل ، و السر في هذه الميزة أنه عندما كنت طفلة صغيرة كنت استمع إلى النساء وهن يتكلمن عن وصفات الأكل كأنها معادلة كيميائية صعبة الفهم ، فأحسست حينها أن الموضوع ابسط  بكثير ، فقررت أن اكسر هذه القاعدة ، و جاءتني فكرة أن المرأة  يمكنها أن تحضر أطباق فاخرة  و محترفة  بطرف سهلة و سريعة ، و بمكونات  اقتصادية تتناسب مع أغلب الأسر في الوطن العربي .

 بماذا يمتاز المطبخ الأردني عن باقي المطابخ العربية  ، و ما هي الأكلة المفضلة لديك ؟

يتميز المطبخ الأردني عن باقي المطابخ العربية أن الأكل في الأردن مرتبط بالتراث بشكل كبير وغير قابل لأي تغيير أو إضافات  ، و مثال على ذلك طبق المنسف الأردني و هو من الأطباق  التقليدية  الرئيسية التي تقدم في المناسبات كالأعراس و الأعياد ، و هو من الأطباق الفاخرة  التي تحضر  باستخدام لحم الجميد و هو شكل من أشكال الألبان المجففة  و يعد المكون الرئيسي  لهذا الطبق ، أما بالنسبة للطبق المفضل لدي فهو ورق العنب .

إلى جانب المطبخ الأردني ،ما هو  المطبخ الأقرب إلى نسرين الوادي ؟

 

إلى جانب المطبخ الأردني ، أحب كل المطابخ خصوصا العربية ، فكل مطبخ لديه ما يميزه عن غيره، فمثلا إذا أخذنا المطبخ اللبناني هناك تشابه كبير بينه و بين المطبخ الأردني الفلسطيني ، السوري خاصة في المقبلات  و النكهات ، و لما زرت بلدان المغرب العربي  اكتشفت نكهات مختلفة تماما ، وأنا شخصيا أحب كل النكهات و أحب أن أجرب كل ما هو جديد  فكل بلد لديه نكهة معينة تميزه عن باقي المطابخ .

كانت لديك تجربة  تحكيم دولي ، حديثينا عنها ؟

كانت لدي تجربتين في التحكيم الدولي الأولى في تونس و الثانية في لبنان ، بصراحة التجربة كانت جد رائعة لأن المشاركة في مثل هذه التظاهرات  تسمح للشخص قبل كل شيء أن يتعرف على ثقافات مختلفة و على أناس جدد ، كل مكان زرته كانت فيه أشياء جميلة تميزه عن غيره ،  فكل تجربة  من هذه التجارب التي شاركت فيها تركت اثر في حياتي ، حتى بالنسبة للمشاركين في هذه المسابقات كانت ذات طابع  مختلف عن الثاني ، وكنت جد سعيدة بمشاركتي في التحكيم في تونس و لبنان الأرز، و اعتز كثيرا بهذه التجربة التي سمحت لي بالتعرف من خلالها على أصدقاء من كل أنحاء العالم و افتخر بصداقاتهم كثيرا .

كيف كانت تجربتك  من خلال المشاركة  في مهرجاني الزيتون و التمور ؟

تجربتي  في مهرجان زيت الزيتون و مهرجان التمور  كانت جد مميزة  و الأجمل فيها مثلا في مهرجان  التمور  أحضرنا معنا منتجات كانت كلها مصنوعة  من التمور ، أما بالنسبة لمهرجان  زيت الزيتون  قمنا بعروض طهي مباشرة قام بها الجمهور الحاضر  لكي يتعلموا وصفات وعدة  أشياء بزيت الزيتون .

كيف تساعد دورات الطهي التي تقدمها الشيف نسرين  للسيدات الأقل حظا  في تأهيلهن لعالم الشغل ؟

نحن نقوم بتقديم دورات للسيدات الأقل حظا على مستوى عمان  و ضواحيها ، حيث  نتوجه إلى المناطق الأقل حظا و أيضا للسيدات اللواتي لا يملكن شهادات تعليمية  أو أي حرفة هن بحاجة للمساعدة ، حيث نقدم  لهم دورات طهي كاملة  في الحلويات الغربية ، الشرقية ، المخبوزات حتى يمكنهم فتح مطبخ إنتاجي ، بالإضافة إلى أننا نختار مجموعة من المتربصات الأكثر تميزا في الدورات و نوفر لهم مناصب شغل في بعض الفنادق حتى يصبح لهن مصدر دخل ثابت .

ما هو الدور الذي لعبته نسرين الوادي في مهرجان سمارت فود ؟

في مهرجان سمارت فود كنا فريق كامل، و قمنا بتحضير الأكل بطرق تتناسب مع الحالة الصحية  لبعض الأشخاص الذين لديهم مشاكل صحية معينة ، كنا نحضر أطباق و نعرضها حتى نعطي بدائل لهؤلاء الأشخاص الذين يصعب عليهم الحصول على أكل مناسب لهم و لوضعهم الصحي ، و اذكر أنني حضرت عصملية  و حضرتها بطريقة سمارت فود ، هذا الطبق الذي نال استحسان كبير من الحضور ونال أيضا إعجاب لجنة التحكيم ،  و كان أكثر الأطباق التي لفت الانتباه في هذا المهرجان .

كيف تعملين على الترويج و نشر وصفاتك و مهاراتك على مواقع التواصل الاجتماعي ، و كيف استفادت نسرين من ذلك ؟

في الواقع ، لما دخلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي  كان لي هدف معين و غاية  أنني إذا غادرت هذا الدنيا في يوم من الأيام  يبقى لي ذكرى و أثر طيب من بعدي كعلم  يمكن أن يستفيد منه الناس و يتذكروني بالخير  أو يدعوا لي دعوة في ظهر الغيب .

و حاليا أقوم أحيانا بالترويج ، فانا دائما أنشر وصفاتي بكل حب للناس ، و أحس أن هذا الحب  يصل إلى قلوب كل من يتابعني ، لذا فأنا  الحمد لله  لدي متابعات منذ سنوات  طويلة على صفحتي ، و هذا الشيء يفرحني  كثيرا ، و أكبر استفادة لي  أولا حب الناس ، و بفضل مواقع الواصل الاجتماعي استطعت التعرف على أشخاص مهمين في مجال الطبخ كشيفات  من مختلف دول الوطن العربي ، و انأ فخورة جدا  معرفتهم ، و أي  لم علمته لأي شخص  و فرح به ، فهذا هو أكبر استفادة لي لأنني  بذلك أكون قد أوصلت رسالتي  و هي أن أفيد الغير بكل ما تعلمته .

حصل معي موقف غريب ، كانت هناك أحدى المتابعات قد بعثت لي رسالة تقول فيها "نسرين  أنت تستحقين أن أعطيك جزء من  أموالي ، لأنني بفضل  وصفاتك  التي تنشريها على مواقع التواصل الاجتماعي استطعت فتح مطعم إنتاجي و أصبحت أربح أموال منه و الفضل كله لكي في ذلك " لكني رفضت ذلك .

 

 ما هو أهم درس تعلمته نسرين طيلة مشوارها ، و ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدميها لمن يريد ولوج عالم الطبخ ؟

الدرس الذي تعلمته خلال مشواري  في هذا المجال هو الصبر ، المثابرة ، و أن الإنسان مهما  تواجهه في حياته العملية من صعوبات و عراقيل ، لكن لابد له من  المثابرة و عدم اليأس و أن تكون لديه طاقة متجددة  دائما من اجل المواظبة و الاستمرار في العمل ، .

و النصيحة التي يمكن أن أقدمها لكل من يريد دخول هذا المجال  هو استمروا  وواصلوا   من اجل تحقيق أحلامكم و أهدافكم المرجوة مهما كانت  الظروف و العراقيل  لكن  بشرط إتباع القاعدة الأساسية  و هي  عمل ، مثابرة ، استمرار، لأنه في الأخير لابد من الوصول إلى النجاح بكل تأكيد  ، وكذلك الابتعاد عن الغرور  حتى  و لو  أصبح الشخص اكبر  شيف لابد من التحلي بصفة التواضع  لان الغرور  يقتل النجاح  .

 

يقال أن وراء كل  امرأة ناجحة  رجل عظيم يساندها  و يدعمها  في الوصول إلى أهدافها  هل دعم الزوج لزوجته  يعطي للنجاح نكهة خاصة  ؟

كان زوجي  و لا يزال  دائما الداعم و المساند لي منذ بداياتي الأولى ،  فهو كان رفيق دربي في كل خطوة  من خطواتي ، و كلما مررت بمرحلة صعبة أو انهيارات في حياتي  أجده بجانبي ، فهو الذي يعطيني القوة  و الدعم لكي استمر ، دعمني بكل ما يملك من طاقة

فالمرأة  تمر أحيانا  بلحظات ضعف لكن بوجود الرجل المتفهم إلى جانبها بدعمه و مساندته لها  يمكنها الوقوف من جديد  و الاستمرار ، و النجاح  بوجود الزوج  له طعم خاص و نكهة مميزة و مختلفة تماما ، فالمرأة تحس  بالنجاح المشترك  بينهما ، وتحس المرأة آن الزوج يشاركها فرحتها و يعوض سند الوالد ، و من هذا المنبر اشكر زوجي لوجوده إلى جانبي دائما، فهو يفرح لفرحي  و نجاحي و لا انسي وقوفه معي في أوقات  انكساراتي  ، و لا أنسى أيضا وقوف و دعم عائلتي لي ، لاسيما والديا .

 

هل يمكن القول أن الشيف نسرين  استطاعت الوصول  إلى كل أهدافها ، و هل تخططين  لتوسيع نطاق عملك في المستقبل ، إن كان كذلك  ما هي الخطط و الأفكار المستقبلية ؟

طبعا مازلت في بداية الطريق ، ولم أحقق إلا جزء  بسيط  من أهدافي و مازال الطريق أمامي طويل ، فانا لازلت أتعلم  و استفيد  من خبرات  الشيفات الأكبر مني  قدرا و عمرا   و استفيد من كل المعلومات  التي ممكن أن  تقدم لي ، و بالنسبة لي المتعة  في الرحلة و ليس في الوصول ، فرحلة  الشيفات رحلة طويلة لا تنتهي ، لأن عالم الشيف و عالم الطهي عالم متجدد  ، فكل يوم تظهر أفكار و طرق جديدة .

الطهي عبارة  عن مهارة و ابتكار ، و فن ، فهو نطاق واسع ، فلابد  من المواظبة  المستمرة  في هذا المجال ، حتى نبدع و نترك أثر  فيه .

و خططي المستقبلية  كثيرة ، للأمانة  فأنا أحب كثيرا مساعدة الآخرين ، و استمتع  بذلك   كمساعدة السيدات الأقل حظا ، كما ذكرت سابقا ، و أيضا لما  أقوم بدورات لذوي الاحتياجات الخاصة و أيضا الأطفال ، و أتمنى مستقبلا أن أسس مدرسة خاصة و اجمع  فيها أكبرعدد من  الذين هم في أمس الحاجة للمساعدة  ، و سأكون جد سعيدة لو حصل هذا الأمر .

 

 

حديثينا عن تجربتك في الانضمام  للاتحاد الدولي ماستر شيف العرب ؟

 نعم أنا عضو  في الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب ، و استسمحك القول في البداية أن أشكرك و أقدم شكري الخاص  لرئيس الاتحاد  الشيف أحمد المعدراني  على كل جهوده  القيمة  التي يبذلها دائما  وعن كل الدعم و المساعدات التي يقدمها لأعضاء الاتحاد ، فمنذ انضمامي للاتحاد الذي كان بالصدفة قبل أشهر قليلة ، مع الوفد الفلسطيني عند زيارته لبنان للمشاركة في المهرجان الذي أقيم هناك ،عندها قمنا بزيارة لمقر الاتحاد  و التقينا بالشيف احمد المعدراني شخصيا و تعرفنا أيضا على عائلته الرائعة ، من هنا دخلت كعضو في الاتحاد  و كنت جد سعيدة بهذه التجربة ، و انصدمت من كمية الدعم و التعاون الذي يقدمه  الشيف أحمد المعدراني  لكل الأعضاء الموجودين معه ، فضلا عن الدورات المجانية التي يقدمها ، و هذا الدعم التي لا يمكن إيجاده في أي مكان أخر .

كلمة أخيرة لمجلة التحاد الدولي ماستر شيف العرب

 في الأخير ، أحب أن أشكرك كثيرا على شخصك الرائع وعلى هذا الحوار الشيق  و الأسئلة الرائعة ، كما أحب أن اشكر الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب و المتمثل في رئيسه  الشيف أحمد المعدراني  وعلى كل جهوده ، و أتمنى له التوفيق و النجاح المستمر  دوما  في كل خطواته .

وأتمنى أن يصل إلى  أعلى المراتب في الوطن العربي و خارجه  لأنه لديه أهداف سامية يقدمها  و يسعى لتحقيقها .

 

 جميلة خياري

 

 

 

 

أخبار مرتبطة