سفير الطهي الفلسطيني الشيف أحمد حساسنة في حوار خاص لمجلة الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب


  يعتبر المطبخ الفلسطيني من أهم المطابخ العربية الغنية في منطقة الشام، فهو الأفضل من حيث   التنوع و العراقة التاريخية و يتميز بأصالته المستمدة من تاريخه العريق و تداخل الحضارات التي مرت بها المنطقة في فترة من الفترات ، مما خلق تنوع في الأطباق ، فالأطباق الفلسطينية متجدرة و مرتبطة بنتاج الأرض و أيضا التنوع المناخي للمنطقة، مما يؤثرعلى تنوع المحاصيل الزراعية  المعروفة بجودتها ، الأمر الذي أثر بشكل كبير على التنوع في الأطباق والنكهات في فلسطين ، لهذا قررت مجموعة من الطهاة  تأسيس نادي للطهاة من أجل المحافظة على االموروث الفلسطيني الأصيل و توثيق الأطباق الفلسطينية و نقلها للعالم و للأجيال  القادمة ، فالأكل الفلسطيني هو جزء لا يتجزأ من الهوية العربية ، و من بينهم الشيف أحمد حساسنة ، فهو من بين الشخصيات الناجحة و المتميزة  التي قدمت الكثير للمطبخ العربي  لاسيما المطبخ الفلسطيني يعد الشيف أحمد حساسنة رائد من رواد الطهي العرب و صاحب الأفكار االمبدعة ، فهوإنسان طموح ذو إرادة قوية مكنته من تحدي كل الظروف الصعبة ليصل إلى اهدافة رغم الوضع الصعب الذي يمر به بلده ، إلا أن ذلك لم يكن حاجزا أمام  تطوير نفسه في المجال الذي أحبه حاول جاهدا  تطوير نفسه و مهاراته في عالم الطهي كما أنه عضو فعال في الاتحاد الدولي ماستر شيف العرب ، هذا الأخير الذي استطاع أن يجمع عدد كبير من الطهاة ، و للتعرف أكثرعلى شخصية الشيف أحمد حساسنة ، كان لنا معه هذا الحوا الشيق ، الذي كشف لنا من خلاله عن شخصيتة و سر نجاحه و تطوره في عالم الطهي الذي عشقه منذ نعومة أظافره، كما تناول موضوعات هامة تشمل تحديات صناع الطهي في فلسطين

  1. من هوالشيف احمد حساسنة ؟

أنا من مواليد بيت لحم بفلسطين ، ثم هاجرت عائلتي الى الأردن ، نشأتي و طفولتي كانت بالأردن في مدينة عمان ،أكملت دراستي الابتدائية و الاعدادية و أيضا الثانوية في التخصص الفندقي بعمان، و بعد الإنتهاء من الدراسة ،عملت في مجموعة من الفنادق منها، فندق عالية التابع لشركة       لشركة طيران المملكة الأردنية ، ثم انتقلت إلى فندق الأردن الأنتركونتنتال و فندق الرجنسي بلس ، و بعد عودتي الى فلسطين انضممت إلى فريق  تأسيس فندق أريحا انتركونتننتال في مدينة اريحا سنة 2019 و انتقلت بعدها الى مدينة رما الله في فندق الروايال كورت و فندق جراند بارك، كما عملت ايضا كمدرس غير متفرغ في كلية المراة و كنت احد مؤسسي نقابة الفنادق و المطاعم و الخدمات السياحية  في مدينة راما الله ، و كنت ايضا ضمن أعضاء المجموعة النقابية في اعداد الدليل التدربي في الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين بعد حصولي على شهادة مدرب مدربين في عالم الضيافة ، و انتقلت بعد ذلك إلى مدينة  بيت لحم  للعمل  في فندق قصر جاسر انتركونتنتال و ترأست حينها نقابة  الفنادق المطاعم و الخدمات السياحية فيها ، و بعد عودتي الى مدينة رام الله عملت ضمن فريق تأسيس نادي سيدات و رجال الأعمال و من ثم انتقلت الى شركة المطاعم جاسمن برام الله و نابلس ، وبعد ذلك عدت مرة اخرى الى مدينة بيت لحم حيت اضممت إلى أسرة فندق سان جوزيف

    2. حدثنا عن بداياتك و شغفك بعالم الطبخ ؟

بدأت رحلتي بعد أن انتسبت إلى جامعة عمون الفندقية قبل أن يصبح إسمها جامعة عمون من هنا بدأت رحلتي في عالم الفنادق و المطاعم على يد مجموعة من الشفات و المدربين المحترفين ، مما جعل حبي يزداد في هذا التخصص و الشعور الدائم  بالتمييز و الابداع ، تلقيت تدريبات في أكثر من من فندق ذات الخمس نجوم  في مدينة عمان ، مما جعلني  فخورا بمهنتي ، وايضا البحث دائما عن التميز

 

  بماذا تتميز أطباق الشيف احمد ؟

أميل دائما إلى الأطباق البسيطة المميزة بالنكهات و المكونات وأيضا البحث المستمرعن الحداثة  و تحديث الأطباق التقليدية ، و أول طبق حضرته في حياتي كان طبق المجدرة ، تم حينها تقديمه  للهيئة التدرسية في كليتي  نظرا لتميزه ،و لزلت  حتى الن اعيش تلك الفرحة كلما تذكرتها

 

هل الطبخ موهبة  تولد مع الشخص، أم هو مهارة تكتسب بالدراسة و التعلم ؟

 

تبدأ بالموهبة  ثم تتطور إلى مهارة تكتسب من خلال الخبرات المحيطة ، و التميز يبدأ مع إضافة الدراسة و التعلم و مواكبة  التحديثات و الإستمرار في البحث عن الجديد و الربي بين الخبرة و   العلم من أجل حصاد التميز و دوام التقدم

 

بما يتميز المطبخ الفلسطيني عن باقب المطابخ العربية ، و ما هو أشهر طبق في فلسطين ؟

 

المطبخ الفلسطيني هو أحد مطابخ بلاد الشام التي تشتهر بالتنوع ويتميز بكثرة النكهات واختلاف طرق الإعداد ، و يتميز المطبخ الفلسطيني بصفة خاصة أن كل طبق يرتبط بحكاية خاصة أو موسم أو مناسبة ، فمثلا من أشهر الأطباق الفلسطينية نجد المقلوبة  البيذنجانية ، و تم تقديم هذه الأكلة للقائد صلاح الدين الأيوبي يوم فتح مدينة القدس و أخذت هذا الاسم من طريقة التقديم ، أما طبق مسخن الدجاج تشتهر به في فترة حصاد الزيتون وعصره ، زيت الزيتون هو مكون أساسي ، أما بالنسبة للعكوب هذا النبات الشوكي يكون في فصل الربيع ، و هناك العشرات من الأكلات التي تشتهر بها فلسطين بأسماء المدن مثل القدرة اخليلية و صيادية السمك  ، الغزاوية و الكنافة النابلسية ، و في مواسم محددة ، و تتميز الاطباق الفلسطنية ايضا بالتنوع الكبير بسبب التنوع الزراعي  و التنوع المناخي للمنطقة ، فكل المناخات متوفرة في فلسطين و جميع التربة مما يتيح  للتنوع في المحاصيل الزراعية ، و من أهم العوامل الأخرى أن فلسطين تعتبر الممر الرئيسي بين قارة إفريقيا وأسيا و ايضا يحدها البحر الابيض المتوسط و البحر  الاحمر ، و كثرة الحجاج الذين يزورون المقدسات اللإسلامية و المسحية منذ ألاف السنين ، مما خلق تنوع ثقافي لا محدود في عالم الطبخ

 

ما هي أهم الصعوبات و التحديات التي واجهتلك في مشوارك المهني ؟

 

لا يخلو المشوار المهني من الصعوبات نظرال للظروف التي تعيشها بلدي بسبب الإحتلال مما  يحد من إمكانية الحصول على الخبرات و المهارات ، و أيضا قلة المدربين بسبب هجرتهم ، هذا النقص يجعلك مجبرا على البحث عن أشخاص و أماكن مميزة للعمل  فيها من أجل إكتساب الخبرات و النشاطات السياحية مرتبطة بالوضع السياسي و محدودية المشاركات الدولية التي تحصل عليها من أجل البحث و الحداثة و التطور ، مما جعلنا  نواجه صعوبة في الإطلاع على ثقافات  المطابخ الأخرى

 

من هو مثلك الأعلى في عالم الطبخ ؟

 

تتلمذت على يد مجموعة كبيرة من الشيفات و المدربين و من بينهم الشيف اللبناني العالمي جورج حنشيان , و هناك اسماء كثيرة أكن لها كل الاحترام و التقدير و الوفاء لا أستطيع عدها

 

كنت أسست مع الشيف نديم ملحم نادي الطهاة في مدينة بيت لحم الذي أصبح فيما بعد نادي الطهاة الفلسطيني ، حدثنا عن هذه التجربة ؟

 

بدأت الفكرة عندما كنت رئيس نقابة الفنادق و المطاعم و الخدمات السياحية في مدينة بيت لحم ، حيث لفت إنتباهي أن الأطباق الفلسطينية تسرق من قبل الإحتلال و يقوم بتسجيلها بإسمه و يشارك بها في المحافل الدولية متجاهلا أنها أطباق تراثية فلسطينية  و كان هذا هو السبب الرئيسي لولادة فكرة تأسيس نادي للطهاة في مدينة بيت لحم  بالشراكة مع الشيف نديم ملحم و إنضمام مجموعة كبيرة من الشيفاة بعد بلورة الفكرة من أجل الحفاظ على موروث المطبخ الفلسطيني  المتجدر في أرضه، و كانت انطلاقة النادي في سنة 2011 ، و بعد المؤتمر الأول في عام 2012 ، تم توسيع  النادي ليشمل كل محافظات فلسطين و تم الإنتساب إلى اللوورد شيفس سنة  2013 و العمل على أول مهرجان بحضور مجموعة من الشيفات الدوليين الكبار  في نفس العام ، أي سنة  2013 ، و في عام 2014 تم عمل مهرجان ثاني تحت إسم مهرجان القدس للتراث و الإبداع و كانت هناك مشاركات واسعة من الشيفات المحليين و الدوليين في مدينة القدس ، بعد ذلك تطرقنا إلى المشاركات خارج فلسطين ، و كانت البداية في هوريكا بالاردن  في مجال التحكيم و في مصر مهرجان جولدن شيف في شرم الشيخ و الغردقة و ايضا في دبي ، العراق ، لبنان  وتركيا ، و قد تم إبرام اتفاقيات تعاون  مع مشترك مع الإتحاد الروماني ، السعودي ، الكرواتي  الأردني ،  اليوناني ، العراقي ، و اخيرا لبنان ، كما تم إبرام إتفاقيات تعاون مع مجموعة من المؤسسات و المعاهد و الكليات المحلية و كذا بعض الشركات المختصة مثل شركة برنتيارا في الأردن، و أصبح النادي ايضا سفير للطبخ الفلسطيني في العالم ، و قد شارك في إعداد مجموعة من المناهج  التعليمية لبعض المعاهد و الكليات و المساهمة في وضع منهاج في التربية و التعليم الفلسطينية و تقديم الدورات المتخصصة في عالم الفندقة و المطابخ

 

 بإعتبارك عضو باإتحاد الدولي  ماستر شيف العرب ، كيف تقيم هذه التجربة ؟

 

أعتبرها تجربة مميزة  جدا مع الشيف القديرأحمد المعدراني  بعد اللقاء الذي جمعني به  في لبنان   حيث  لمست فيه الجدية و النشاط  بعد مناقشة أهداف الإتحاد التي تتوافق مع طموحاتي و أهدافي التي أسعى  إليها ، و كم المعلومات التي يملكها بالنسبة لي هو بنك من الخبرات

 

ونحن على مشارف بداية شهر رمضان الكريم ، ما هي أهم نصيحة تقدمها لللأسر العربية والمسلمة ؟

 

من أهم يتميز به شهر رمضان هو التساوي بين الغني و الفقير في الصيام ، و يجب أن يكون شهر الإقتصاد في هدر الطعام و التركيز على جانب العبادة و الإبتعاد عن إعداد كميات كبية من الطعام

 

نصيحة تقدمها للشباب الذي يرغب  في ولوج عالم الطهي ؟

 

عالم الطهي عالم واسع جدا و متنوع ، والإنتقال من مرحلة إلى أخرى يجب أن تأخذ وقتها و عدم الإستعجال  في الحصول على الألقاب و المسميات ، المهارات و الخبرات هي التي تتحدث عن صاحبها ، على الشباب محاولة العمل مع أناس مميزين و اللإبتعاد عن الغرور و التواضع هو الطريق الاسهل للوصول

 

كلمة ختامية لمجلة الإتحاد الدولي ماستر شيف العرب

 

هي مجلة رائعة تبحث دائما عن نشر و رسم ملامح مميزة في التعبير عن طموحات الشيفات في العالم ، وأتمنى أن تجد كل ما فيه فائدة لعالم المطابخ و المطاعم و الضيافة ، و تكون لسان ناطق لجميع شيفات العالم بمستوى عالي.

 

 حوار  جميلة خياري

 

 

أخبار مرتبطة