حق الملح هدية رمزية تقدم للمرأة الجزائرية صبيحة العيد كشكر و عرفان لتعبها طيلة شهر رمضان


حق الملح

هدية رمزية تقدم للمرأة الجزائرية صبيحة العيد

 كشكر و عرفان  لتعبها طيلة شهر رمضان

 

تتميز  الدول العربية و الإسلامية بعادات كثيرة لازالت راسخة بين الأوساط حتى يومنا هذا ومن العادات الجميلة و القديمة في بلانا العربية هو إكرام الزوجة بعد انتهاء شهر رمضان نظير مجهوداتها الكبيرة التي بذلتها طيلة الشهر، و تسمى هذه العادة الجميلة "حق الملح" و هي عبارة عن هدية رمزية يقدمها الزوج لزوجته كعربون شكر و امتنان لها مقابل جهودها و تعبها طيلة شهر رمضان .

 و كلمة "ملح" مستمدة من الرصيد اللغوي لسكان المغرب العربي و تعني العشرة و رد الجميل .

و هو جهد أستحق في الموروث الجزائري أن تكون له هدية لتصبح فيما بعد من العادات القديمة المتوارثة  بالجزائر و التي مازالت قائمة حتى يومنا هذا ، وحسب بعض الدراسات فإن هذه العادة  قديمة جدا تعود لعقود من الزمن ، خلال الحكم العثماني بالجزائر و انتقلت من الجزائر إلى باقي الدول العربية كتونس و المغرب فيما بعد .

و تتمثل هذه العادة القديمة  بأن تقوم الزوجة صباح يوم العيد بترتيب و تنظيف البيت ، ثم  تتزين و تلبس أجمل ما عندها و تبخر المنزل لاستقبال زوجها بعد عودته من صلاة العيد و تقدم له القهوة إلى جانب حلويات العيد المختلفة التي تكون قد حضرتها بنفسها ، و بعد أن يكمل احتساء القهوة يرجع لها الفنجان لكن لا يرجعه فارغا ، و إنما يضع لها بداخله هدية  قد تكون خاتما أو أي قطعة من الذهب حسب إمكانياته ، و هذه الهدية تسمى حق الملح و هو اعتراف منه بتعبها و جهدها طيلة شهر رمضان ، لاسيما أن المرأة  تقدم مجهودا مضاعفا طوال شهر رمضان لإسعاد عائلتها من خلال تحضير مختلف الأطباق ، فضلا عن تحضير حلويات العيد ، و ليس بالضرورة أن تكون الهدية عبارة عن قطعة من الذهب فمن الممكن أن تكون هدية رمزية ، علبة حناء على سبيل المثال أو "محرمة الفتول" المشهورة بالجزائر العاصمة و هي عبارة عن وشاح تلبسه المرأة العاصمية مع الكراكو على رأسها .

   رغم أن هذه العادة غابت في السنوات الأخيرة عن مجتمعنا ، أين أضحى الرجل لا يولي اهتماما  كبيرا بما تفعله الزوجة و يعتبر ذلك من واجباتها ، و لا نجد إلا نادرا من يشكر و يقدر تعب المرأة في هذا الشهر .

 

 جميلة خياري

 

أخبار مرتبطة