فُنون تربِية الأَبنَاء . بقلم الأخصائية النفسية / والمدربة الدولية الآء يوسف المهيرات
الأَطْفالُ تَرثُ من أَبَاءِها وأُمهاتُها نَمطُ الحَياةِ كَامِلاً ، كَنَظرةِ العَينِ وطَريِقةِ الكَلامِ ، وَأُسْلُوبِ النِقَاش . لذلك يَجب أَن نَجُهز أَنفُسنا قبل تَربِيتِنا لأَبَناءنا .
تُعد قَسوةَ الأم ِ على الطِفل من أقوى التَأثيرات على شخصَهُ ، لأنَها مَصدر الأَمن والحَنان بالنسبةِ له فَهذا يُسَبب الكُره والإكتِئاب للطِفل .
كما وَأَنَ غِياب الأَب وعَدم حَنَانه في المَنزِلِ يُسبب الإِكتِئاب أيضًا للطفل .
فَتَكُون هَذِهِ الأَسبَاب من أقوى العوامل التي تؤدي لخلق طِفل غير سوي يِبحَث عن ذَاتِه خارج نِطاق أُسرتَهُ.
وقد تعددت الدِراسَاتُ في هذا المجال حَيثُ لخصت جميعها عواقب الجَهل في فُنون التَربِية ِ .
♦ماذا يحدث إذَا قُمنا بتربية أَبناءنا بالمزاج وليس بالعلم ؟
- فُقدَان الطِفل القُدرة على التَواصل مع الآخرين .
الطفل يتواصل مع الناس من حوله عن طَريق وَالدته فَكيف أتَواصل أنا مع طفلي ؟ كيف أُعامِلهُ عندما أغضَب ؟ كيف أُعَامِلهُ عِندَما أُمازحَهُ؟
كل هذا سَينعَكِسُ على طريقة كلامه عندما يَكبَرُ فَهي تُحدد أُسلوب حَياتَهُ.
- زَيَادةُ العُنف الصادر من الأَطفال بإتِجاه الآخرين .
فأنا عندما أُعامل طفلي بالعدوانية والضرب والصراخ عليه سينفس هذا الكم من العدوان المتوجه إليه عن طريق إسقاط العدوان على غيره.
- إنشاء طَفل مُدللًا لا يَتَحَمل المسؤُليةُ .
ويكون هذا الأسلوب بتلبية جميع متطلباته مهما كلف الأمر فيعتاد على أن كلامهُ مُنفَذٌ في جميع الأوقات .
- فُقدان الأَطفال الثِقَة بالتَرَابط الأُسري .
أي أن الطفل سيفقد الحب وإذا شَاهدَ والديه دائَمي المشاكل داخل المنزل . ويعد هذا الأسلوب من أخطر التأثير على الفتيات بِوجهِ الخُصوصِ.
♦أَجيَال مٌختَلفة :-
تَنقَسم رُؤيتُنا هنا الى نُقطَتان
◄أولهما : مشكلة تربية الأبناء هنا تكمن في ( الإستسهال )
حَيتُ يَعتَقِدُ الآباءُ هنا أَنَهُ مع قليل من التوجِيهات والضَرب عند اللزوم والصراخ عند الحاجة و الرؤية السَريعةُ للأطفال لا يوجد بها تعمق تُخرج طفل سَوي ، يَعتَمِدُ على نَفسه ُ ، ويحقق عَلاقات سوية .
◄مَقُولة " نُربي أطفَالنا كما رَبَنا آبائِنا "
وتعد هذه المقولة خاطئة 100 % والسبب بذلك :
أ-الزمن الذي تَربَينا بِهِ غير الزمن الذي تَربى به أبناؤنا .
ب- تصليح أخطَاء الأَجيال السابقة للأجيال القادمة .
يقول ابن القَيم بَنقل عن سُقراط : " لا تُــأَدِبوا أَولادَكُم بأدآبكم ، لإنهم خُلقوا لزمان غير زمانكم " .
فنحن نُلاحظ الكم الهائل من التطور والتكنولوجيا الموجودة في عصر أبنآءنا والتي لم تكن في عصرنا السابق ، ولهذا يجب علينا التصرف بالحكمة والتروي في معاملة أبناءنا .
وهنا نَذكُر ونَشكُر و نُثني على المَجهود الذي قام بِهِ والدآنا في تَربِيتنا ......
ولكن يجب أن ننتبه للأخطاء التي وقعا بها والتي لا يَعلَمها إلا نَحنُ.
ولهذا لَقد حَثَنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم . بعدم التساهل الشديد في ضبط تصرفات أبناءنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
(مروا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) .
فتربية الأولاد تكون ما بين الترغيب والترهيب، وأهم ذلك كله إصلاح البيئة التي يعيش بها الأولاد بتوفير أسباب الهداية لهم وذلك بالتزام المربيين المسؤولين وهما الأبوان.
وقد جاء النبي الكريم أيضًا بالدعوة الى المحبة مع الأطفال فقال :
" رحم الله والدا أعان ولده على بره " ـ أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب من حديث علي بن أبي طالب وابن عمر بسند ضعيف، ورواه النوقاني من رواية الشعبي مرسلا.
وهنا نذكر بأنه قدر الإحسان الذي يشاهده إبنك منك ( الأب ، الأم ) هو بقدر الإحسان الذي سيقدمه لك بعد كبرك في حياتك وبره بعد مماتك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أكرموا أبنائكم وأحسنوا آدابهم "
♦أركان الشَخصية السوية .
خطوات تربية الأبناء كلما أدب الآباء الأبناء كلما أوجدنا أولاد صالحين يدعون لنا بعد موتنا .
ويقول علماء النفس نحتاج لفن تربية الأطفال ولخق شخصيات سوية .وما يلزمنا مايلي:
- الثقة .
فيؤكد عُلماءِ النفس هنا أننا يجب أن نملأ أطفالنا بالثقة أي بالحب غير المشروط } أنا أُحُبَ أنت يابني .....، أُحُبك بكامل مابك من أخطاء ومن حسنات ، أنا أحبك يا بُني كما أنت ولكن دوري هو أن أصلح أخطائك لتصلح حياتك {
- إشباع الطفل العاطفة .
عندما قال لقمان لإبنه وهو يعظه " وإذا قال لقمان لإبنه وهو يعظه "
وهنا الموعظة ان تكسب ابنك مقدرة على التفكير بما يعمل ، وتلخص الآية الكريمة بضرورة تخصيص وقت لأبنائنا لمناقشتهم واعطائهم المعلومات الجديدة التي تخدم تفكيرهم بالأمور التي يهتمون بها
فالرعاية تعطي الطفل العاطفة والحب مما ينتج طفل يشعر باهتمام الأهل به أي ( أهلي يعطوني وقت ليهتموا بي ) .
ج- الإنصات الجيد .
يعد الإنصات فن التعامل مع الأبناء بمعنى : عندما تكون تتكلم مع طفلك أنصت له فلا تغضب ، بل دعه يتكلم ليتعلم انه عندما يجادلك وهو مخطئ ً يأمن جانبك فيجادلك وأن كان كلامه لا يتوافق مع مبادئك فتصل خطأه بالكلمة الطيبة والحب والحنان المقدم له من قِبَلك لأن الهدف من نقاشكما هو التربية وتصحيح الأخطاء .
وفي الختام نرفق لكم فكرة جميلة .
خصص يوم في الأسبوع تقضيه مع إبنك ولتخرج معه في نزهة خارج المنزل وتناقش معه في أحداث الأسبوع السابق .
في كل اسبوع أخرج مع طفل من أطفال ولعب معه دور الصاحب الناصح لا الأب الصارم .
ووفقنا الله وإياكم لتربية أبناءنا التربية الإسلامية الصالحة التي يقودونا بها الى جنات الخلد اللهم آمين ...
بقلم الأخصائية النفسية / والمدربة الدولية
الآء يوسف المهيرات