"حكاية طاهٍ: بين الإبداع والأصالة" بقلم الشيف احمد المعدراني

أنا لستُ بدكتورٍ، ولا صاحبَ ألقابٍ زائفةٍ،
ولا أهوى شهاداتٍ أو أوسمةً كاذبةٍ.

أنا طاهٍ بكلِّ فخرٍ، أعملُ بحرفيّةٍ صادقةٍ،
أخطُّ بأطرافِ السكينِ قصّةَ مائدةٍ عاشقةٍ.

أنا أكاديميٌّ في مجالي، أعلّمُ كلَّ من طلبَ العلم،
أنثرُ خبراتي بإخلاصٍ، وأرفعُ رايةَ الشغفِ بهمّةٍ وعزمٍ.

لستُ مقلّداً، أسيرُ خلفَ خطى غيري في ظلالٍ باهتةٍ،
ولا أهوى المسابقاتِ الواهمةَ بأضوائها الخافتةِ.

عددُ كتبي مئةٌ وثلاثةٌ وعشرون، كلُّ كتابٍ شاهدٌ على مساري،
سطّرتُ فيها علماً وفناً، وجعلتُ من الطهيِ اختياراً ومساراً.

مطبخي هو عالمي، حيثُ الدقّةُ والفنُّ والخيالُ،
أمزجُ المكوناتِ بحبٍّ، فأخلقُ الإبداعَ بلا جدالٍ.

علّمتني النارُ أنّ الحياةَ صبرٌ وإتقانٌ،
وأنّ النجاحَ يأتي بعدَ عرقٍ في الميزانِ.

أفتخرُ بمهنةٍ نبيلةٍ، صنعتُ فيها كلَّ انتمائي،
وسأبقى طاهياً حقيقيّاً، لا أحتاجُ زيفَ ادعائي.

فدعوا الألقابَ لمن يريدُها بريقاً عابراً،
أما أنا، فخبزي وصحني هما وسامي الباقي دائماً.

أنا لا أتبعُ دربَ غيري، بل أصنعُ طريقي بحرفيّةٍ وإتقانٍ،
وأؤمنُ أنّ الأصالةَ في المهنةِ هي سرُّ النجاحِ في كلِّ زمانٍ.

أنا لا أهوى الزيفَ في الألقابِ ولا بهرجةَ العناوين،
ولا أنخدعُ ببريقٍ يزولُ كسرابٍ تحتَ وهجِ السنين.

أعملُ في مطبخي بصمتٍ، حيثُ الفنُّ يلتقي بالعلم،
أُبدعُ من مكوناتِ الطبيعةِ لوحةً تفوحُ بالعطرِ والحِكم.

علّمتُ من طلبَ العلمَ، صغيراً كان أم كبيراً،
وفتحتُ أبوابَ المعرفةِ لمن أرادَ فكراً مستنيراً.

كتبي ليست رقماً يُضافُ إلى حسابٍ أو شهرةٍ زائفة،
بل هي إرثٌ يُعاشُ، وفكرةٌ تُزهرُ في عقولٍ عارفة.

مئةٌ وثلاثةٌ وعشرون كتاباً تشهدُ على مسيرتي،
كلُّ صفحةٍ فيها تخبرُ عن حبّي وإصراري وإرادتي.

لستُ بمقلّدٍ، ولا أسيرُ خلفَ الزحامِ في السباقِ،
بل أصنعُ مجدي بيدَيَّ، وأرتقي بفكري دون نفاقٍ.

أنا الطاهي الأكاديميّ، أصنعُ من البسيطِ إبداعاً،
وأعلّمُ أجيالاً جديدةً كيفَ يحوّلونَ العاديَّ إلى جمالٍ رائعٍ وإمتاعٍ.

في مهنتي وجدتُ ذاتي، وكتبتُ اسمي بحروفٍ من نارٍ،
وسأبقى الطاهي الذي يحملُ رايةَ الحقِّ في عالمِ الأسرارِ.

أخبار مرتبطة