التفكير الإيجابي
◄تعريف التفكير الإيجابي :-
التفكير الإيجابي هو مصدر قوة وأيضًا حرية ، بمعنى أنه مصدر قوة لأنه سيساعدك على التفكير في الحل حتى تجده وبذلك تزداد مهارة وثقة وقوة الفرد ، كما وأنه مصدر الحرية لأنك ستتحر من معاناةة وآلام سجن التفكير السلبي وآثاره الجسمية .
دعونا نخوض هذه التجربة مع قصة هذا الشاب ، تقول القصة :-
" وجدت شابًا في العشرينات من عمره يلبس نظارة سوداء يقترب مني ومعه سيدة تساعده لكي يجد طريقه .
قال الشاب: " أنا عمري 25 عامًا متخرج من كلية الطب وكنت أستعد للسفر إلى الخارج للعمل ، وفي يوم شعرت بألم في عيني اليمنى وذهبت إلى الطبيب المختص ، وبعد الفحوصات وجد الطبيب أن عندي مياهًا بيضاء في كلتا العينين ونصحني أن أتخلص منها حتى لا تتسع وتسبب لي مشاكل أكبر ، فعلا أخذت بنصيحته وسافرت للخارج وأجرى لي طبيب مختص ومعروف الجراحة ، وللأسف لم تنجح العملية وفقدت البصر تمامًا ، وكما ترى أنا الآن أعمى وفي حالة غضب مما جرى لي، وفكرت في الإنتحار أكثر من مرة لولا أنني متدين ولا أريد أن أخسر الدنيا والآخرة ". ثم قال :"يا دكتور لا أعتقد أن التفكير الإيجابي ينفع في كل الحالات لأنك تهرب من الواقع لكي ترتاح ، ولكن ذلك لن يغير من الحقيقة أي شيء" - منقول –
هذه القصة من واقع الحياة والتي من الممكن أن تسبب لنا الغضب والضياع والخوف ، وتجعلنا عرضة للوقوع في مطب التفكير السلبي ، وذلك لن يغير شيئًا ولن يحل المشكلة ولكن على العكس فمن الممكن أن يؤثر التحدي على حياتنا بأكملها ، لذلك تعالوا معي لنكتشف قوة التفكير الإيجابي ، وكيف نستطيع أن نستخدم استراتيجياته ، في تحويل التحديات إلى قدرات .
أنواع التفكير الإيجابي .
أولاً: التفكير الإيجابي لتدعيم وجهات النظر :
هذا النوع من التفكير يستخدمه بعض الناس لكي يدعم وجهة نظرهِ الشخصية في شيء معين ، وذلك يقنع نفسه بأنه على صواب حتى ولو كانت النتيجة سلبية كما وأن التفكير من هذا النوع يكون له فائدة لو كان يدعم فكرة تساعد الشخص ولآخرين ومثال للتفكير الإيجابي ولتدعيم وجه النظر " روجر بانستر " بطل العالم في سباق جري المائة متر حين سمع أحد المعلقين أنه استحالة لأي مخلوق على وجه الأرض أنه استحالة لأي مخلوق على وجه الأرض أن يجرى مسافة ميل في ثلاث دقائق .
وهنا لم يستمع بانستر لهذا التعليق ، ولم يضيع الوقت في الكلام بل بدأ التدريبات على الجري ، وكما هي العادة لبعض الناس الذين يرون النجاح لأنفسهم فينتقدون الآخرون ويهدون عزيمتهم ، ولكن روجر بانستر لم ينظر إليهم ولم يستمع لسخريتهم بل استمر في طريق النجاح حتى حقق هدفه وقطع المسافة في ثلاثة دقائق ، ومن المدهش أنه في نفس السنة استطاع ستة وعشرون آخرون جري الميل في ثلاث دقائق ليكون قدوتهم روجر بانستر .
وهنا نجد أن هذا النوع من التفكير الإيجابي يدعم صاحبه لأنه لا يضيع وقته في الكلام ومحاولة إقناع الآخرين بوجهة نظره ، بل بالتوكل على الله سبحانه وتعالى ثم بالفعل حتى يحقق أهدافه .
ثانيًا : التفكير الإيجابي بسبب التوقيت.
هل سألت نفسك لماذا تكون سلوكيات الناس أفضل في شهر رمضان وفي الأشهر الروحانية ؟
لأن هذا الوقت له رابط روحاني عند الناس ، فلا يريد الشخص أن يغضب الله سبحانه وتعالى ، وأيضًا يريد أن يكسب أكبر عدد ممكن من الحسنات فيكون الإنسان واعيًا ومدركًا لتصرفاته ، ويكون حريصًا في التعامل مع الآخرين وأيضًا مع نفسه زولكن ما يحدث بعد شهر رمضان أن يعود الشخص مرة أخرى إلى ما كان عليه وقد يكون أسوأ! لأن تفكيره وسلوكه الإيجابي كان متوقفًا على وقت محدد وليس على قيمة مستمرة في الزمن .
ومن الممكن استغلال هذا النوع من التفكير الإيجابي المرتبط بتوقيت لتحسين سلوكياتنا وأيضًا لبناء عادات إيجابية جديدة .
ثالثًا : التفكير الإيجابي في المعاناة .
عندما يصاب الإنسان بمرض خطير أو يفقد عزيز عليه ، فإنه يمر بعدة مراحل نفسية قد تستمر مع الشخص لفترات طويلة أو تنتهي بالتقبل والتحول والتفكير الإيجابي والتركيز على الحل ، وهنالك شخص لو واجهته صعوبات في حياته تجعله سلبيًا ، وناقمًا على كل شيء فتجد تفكيره سلبيًا ، وتركيزه يكون على أسوأ الإحتمالات وأحاسيسه سلبية ؛ مما يؤثر على سلوكياته وعلاقاته وعلى كل ركن من أركان حياته .
وهنالك نوع آخر من الناس عندما يواجه صعوبات فهو يتقرب أكثر من الله سبحانه وتعالى ثم يفكر في كيفية التعامل مع التحدي والإستفادة منه ، وتحويله إلى خبرة ومهارة .
حيث أننا عندما نلجأ الى الله ونتقرب منه فأننا نغير من أفكارنا وأساليبنا التي قد تكون سلبية ومضرة لنا ولمن نحب ونركز على علاقتنا بالمولى عزوجل ثم بالأخلاق الحميدة ثم الفعل والإصرار على النجاح بإذن الله تعالى فنحن هنا نحول هذه المعاناة الى طريق .
رابعًا : التفكير الإيجابي المستمر في الزمن
هذا النوع من التفكير الإيجابي هو أفضل وأقوى أنواع التفكير لأنه لا يتأثر بالمكان أو الزمان أو المؤثرات ، بل هو عادة عند الشخص مستمرة في الزمن .
فسواء واجه الشخص تحديًا أم لا فهو دائمًا يشكر الله سبحانه وتعالى ، ثم يفكر في الحل والبدائل والحتمالات حتى أصبحت عادةً يعيش بها حياته .
و الشخص من هذا النوع تجد حياته متزنة وسعيدة وهادئة.
وتعد قصة الملاكم الشهير محمد علي كلاي من أبرز القصص التي تروى في هذا الجانب من التفكير في الوقت الذي كان الملاكم محمد علي في قمم النجاح والفوز خسر خسارة فادحة من الملاكم الشاب جورج فورمان ، أوصيب خلالها بإصابات بالغة مما جعلته يرقد في العناية المركز عندها طلب منه الأطباء الإعتزال مما دفع مدربه أيضًا الإعتزال وهنا فكر محمد علي وطلب من مدربه أن يحضر له الفيلم التصويري المسجل للمباراة ، ولم يستطيع مدربه مقاومة إصراره فأحضر له الفيلم .
وبدأ مشاهدة الفيلم وكانت أحاسيسه العميقة تتحرك وكان يركز على أسلوب خصمه وتحركاته واستمر في مشاهدة فيلم المباراة وتحليله والتعلم منه وفي المساء كان يغمض عينيه ويجعل آخر شيء يراه قبل النوم هو رؤية نفسه وهو يفوز على جورج فورمان .
وبعد خروجه من المشفى بدأ محمد على الفور في التدريب الجسماني والذهني حتى أصبح أفضل . ووافق فورمان على مواجهته مرةً أخرى وتم تنظيم المبارة في زائير بأفريقيا حيث كانت المبارة شرسة وتمكن محمد علي كلاي الفوز والإحتفاظ بلقب بطل العالم في الوزن الثقيل
هذا هو التفكير الإيجابي المستمر في الزمن الذي لا يتأثر بشيءٍ أو بأحد .
فأي مشكلة مهما كانت عميقة يوجد لها حل روحاني كما ذكر الكاتب والمحاضر الأمريكي دكتور واين داير في كتابه :"هناك حل روحاني لكل مشكلة " .
حيث ان الشخص الروحاني شخص إيجابي بطبيعته ويتوكل على الله سبحانه وتعالى في كل أموره .
ومن هنا ننطلق سويًا لنتعرف على صفات الشخصية الإيجابية .
من صفات الشخص الذي يتمتع بالشخصية الإيجابية أنها تتمتع بعدة صفات تساعدها على تحقيق أهدافها والشعور بالهدوء النفسي وراحة البال ومنها :-
- اجتماعي ويحب مساعدة الآخرين .
الشخصية الناجحة تتمتع بشخصية محببة الى القلب لما لديها من أسلوب إيجابي يحترم الآخرين ويتعامل معهم بتقبل تام دون محاولة التحكم فيهم أو استغلالهم أو السيطرة عليهم.
2. يعيش بالأمل والكفاح والصبر.
الشخصية الناجحة تعرف أن الأمل هو البداية ولكن بدون الفعل والكفاح لا يحدث التقدم ، لذلك فإن هذه الشخصية مُكافِحَةٌ إلى أبعد الحدود ، فلا تكل ولا تمل ولا تيأس مهما كانت الظروف والمؤثرات . لان جذور شخصيتها هو حب الله سبحانه وتعالى والتوكل عليه حق التوكل والاعتقاد التام بأن الله عزوجل لا يضيع أجر من أحسن عملا .
3. الرؤيا الواضحة .
الشخصية الناجحة تعرف جيدًا ما تريد على المدى القصير والمتوسط والبعيد لذلك تراها تخطط للتنفذ بمرونة تامة حتى تحصل على أهدافها .
4. الاستفادة من التحديات والصعوبات .
الشخصية الناجحة ليست فقط تركز على الحل بل وتستقيد من أي تحدٍ تواجهه وتستخدمه في التخطيط للمستقبل ، فهي تحول التحديات الى مهارات وخبرات قوية وتجارب تستند إليها .
5. الإيمان بالله سبحانه وتعالى ، والإستعانة به والتوكل عليه :
الشخصية الإيجابية شخصية مؤمنة بالله عزوجل وتتوكل عليه حق التوكل والإستعانة به
في كل الأوقات .