كونيكشن من السويداء الى العالم
تعليم وتعلم تفاعلي
من رحم المعاناة، تولد المشاريع!
ولكن أيّ نوع من المشاريع هذه؟؟
بالإضافة الى معاناة، بل "مصيبة "الشعب السوري بحرب الوكالة التي فرضت عليه منذ ما يزيد على عقد من الزمن وما لحقها من تبعات كارثية وشح بالموارد وفقر حال الناس وتدني مستوى المعيشة الى ما دون خط الفقر لدى الغالبية العظمى من السكان وانعدام وجود الطبقة الوسطى التي هي محرك العجلة الاقتصادية والصناعية والتجارية وبالتالي وجودها يعني أحد معايير مستوى الخدمات العامة ورقي البلد. وكومة أخرى من الصعوبات الحقيقية ... كل ذلك لم يقف عقبة أمام المهندس الشاب سامر أبو راس في تأسيس وانشاء مشروعه الإنساني التعليمي التعلمي الرائد على مستوى القطر:
مدرسة سوريا المستقبل للتعلم التفاعلي عن بعد
في حديث المهندس أبو راس يقول أن التعلم والتعليم هو هاجسه الأكبر وفي ظل ظروف الأزمة طرح على نفسه تساؤلات عدة ومنها كيف لهذا الجيل الناشئ أن يكمل تعلمه ويتابع تحصيله العلمي بالرغم من عدم وجود الامكانية المادية لدى كثير من ذوي الطلاب على دفع نفقات تعليم أبنائهم. وزاد الطين بلّة! أزمة جائحة كورونا العالمية وحالة الحجر المنزلي التي أوقفت التعليم الحضوري خاصة وكافة النشاطات الحياتية عامةً! ويتابع المهندس سامر قائلا: أن الانسان يبدأ بالتعلم منذ الولادة وحتى الوفاة وبالتالي لا يمكن أن تتوقف الحياة عند أي عقبة. فكان لابد من عمل هذا المشروع الحضاري والإنساني والعصري الذي يخدم أبناء الوطن والمجتمع ويعطي صورة عن الوطن الحضاري المعاصر في مواكبة التكنولوجيا ويكرّس العلوم الرقمية و"يرقمنها" في بيئة تكنولوجية تفاعلية تزامنية وواضعاً الحلول لكل العقبات مهما بلغت. الخدمة الملحّة والكبيرة تتجلى في توفير المال والنفقات الأخرى للوصول الى المدرسة ومتابعة الدروس الصفية ومغادرتها، والأهم هو اختصار الوقت على الطالب للوصول الى المدرسة ومغادرتها وخاصة طالب البكالوريا الذي يحتاج الى كل دقيقة حتى ينال التحصيل العلمي الممتاز وأعلى نسبة درجات.
لم يغب عن فكر أبوراس أن فكرة النجاح لأي عمل هو الفريق وروح الفريق؛ فقد اعتمد على خيرة الخبراء التكنولوجيين وهم بدرجة "بروفيسور" وبكالوريوس في كلية الهندسة السورية من جهة، ومن جهة أخرى فريق اداري وكادر تدريسي مميز لجميع المواد. تم تدريبهم على مدى شهر. وهذه هي مدرسة "سوريا المستقبل" الآن تفتح منافذها الالكترونية، ليس فقط لأبناء السويداء وإنما لأبناء الجمهورية العربية السورية أينما كانوا وبأي بقعة جغرافية من العالم ضمن أنظمة وقوانين وزارة التربية والتعليم السورية.
قد يتبادر الى البعض السؤال عن مسألة الكهرباء وانقطاعها وكذلك عن الحاجة الى شبكة قوية من الانترنت وهما "عصب وروح" عمل المدرسة ... من الطبيعي طرح هذه التساؤلات في ظل الظروف المحدقة الحالية! لكن المهندس الشاب أبوراس استبق العقبات بوضع الحلول ومن صلب المعاناة أوجد الحلول فقد أسس لنظام توليد الطاقة الكهروضوئية بقدرات عالية وبالتالي الكهرباء متوفرة 24/24 دون انقطاع. وبالنسبة الى توفر الانترنت بسرعات كبيرة تتجاوز ال 20ميجابايت. وأيضاً تم شراء النسخ الأصلية لتطبيقات مايكروسفت التي تفيد في عمل المدرسة والمدرسين.
مما لا شك فيه بأن إصرار الشباب السوري، والمهندس سامر أبو راس واحد منهم، على مواكبة العلوم والتكنولوجيا العصرية وعودتهم الى وطنهم وديارهم وتأسيس المشاريع والأعمال؛ هي رسالة متعددة المقاصد: فهي أولاً رسالة إنسانية أنهم أولاد هذه الحياة ويصرون على العيش الكريم ويأخذون بيد مجتمعهم للتعلم واكتساب المعارف. وثانياً رسالة حضارية وأنهم قادرون على مواكبة التطور لا وبل ينشرون الحضارة كما هو دور السوريون عبر التاريخ ويثبتون من جديد أن سوريا هي " مهد الحضارات" وثالثاً هي رسالة تؤكد على الارتباط والانتماء الى هذه الأرض وهذا المجتمع وهذا الوطن.
بقلم الأستاذ: عمــاد الندّاف