السّياحة للجميع - الكاتبة والناشطة الإجتماعيّة "جنان سعيد"


السّياحة للجميع

الكاتبة والناشطة الإجتماعيّة والحقوقيّة "جنان سعيد"

نعتذر منكِ آنسة جنان فَمِنَ الصّعب أن تذهبي بِرفقتنا إلى الرحلةٍ الشّبابيّة لأننا ذاهبون إلى أماكن سياحية ربما يصعب عليكِ أن تدخليها معنا حيث أنك لم تستطيعي الصعود معنا على الأدراج العالية ولا المرور في الممرات المتعرجة، الضيّقة.. سامحينا.. فنحن بالطّبع نحب رفقتكِ ولكنّنا آسفون نظراً لِإعاقتك الحركية ما قد يسبب لك الإحراج لدخولنا مِن دونك..

لم تكن هذه المرّة الأولى التي أمر بها في هذه التجربة التي أعتبرها قاسية بِحجم الكون، أقسى من الإعاقة نفسها، التي تجعلني أغضب بها من نفسي ومن مجتمعي ومن حكامنا الذين هم من الجميع وللجميع كما يدعون في خطاباتهم المعهودة. وكم أشمئز من النظرة الدونية إلى حقوقنا كأشخاص لنا كيان، لنا رغبة، لنا حق الدخول إلى جميع الأماكن الجمالية والسياحية في رحاب وطننا الغالي التي أبدعها الخالق العزيز لِنمتع أنفسنا  جميعاً على هذه الأرض.. ولِهذا إخترت أن أكتب هذا المقال وهو عبارة عن مقابلة أجريتها مع إدارة الإتحاد اللبناني للأشخاص المعوّقين حركياً  الذي عمل على تجهيز هذا المشروع ألا وهو السّياحة للجميع وعن مفهوم (السّياحة الدامجة) في العدد الأوّل من هذه المجلة بما أنها تُعنى بالطهي والسّياحة ولأنه يمثل شريحة لا يستهان بها من ذوي الإعاقة والمسنين ..

 

ما هي السياحة الدامجة – في المفهوم

السياحة الدامجة هي خلق البيئة المؤهّلة المؤاتية التي ينبغي أن تلّبي احتياجات كل الأشخاص على السّواء، أيّاً كانت قدراتهم، كانوا معوّقين أو غير معوّقين، أو لديهم إعاقة مؤقتة أو غيرها (حركيّة، سمعيّة، بصريّة أو فكرية)، وكذلك الأسر التي تتنقّل برفقة أطفالها، أو الأشخاص المسنّين، خصوصاً في ظلّ تزايد شيخوخة السكان حول العالم (في العام 2050 سيشكّل المسنّون الذين يتجاوز عمرهم 60 عاماً، 22 في المئة من نسبة السكان حول العالم – أي حوالي ربع سكان العالم).

 

لماذا؟

على الرغم من أن قطاع السياحة يحتل مكانة رائدة في البلاد، إلا ان وسائل وآليات الدمج لا تزال غير متوفرة. ونتيجة لذلك، لا يستطيع الأشخاص المعوقون أو حتى الكبار في السن، الاستفادة من هذا القطاع، سواء كانوا سواحا أو أصحاب أعمال أو حتى عمالا. وينعكس عدم وجود الدمج والمرونة في القطاع السياحي، من خلال:

بيئة خالية من العوائق: التجهيز الهندسي مدخلاً

تنتفي الحاجة الإضافيّة للأشخاص المعوّقين عند توفير بيئة مكانيّة مجهّزة تسمح للجميع بإمكانيّة التنقّل والوصول، وممارسة عملهم بشكل مستقلّ. من هنا تأتي أهميّة التجهيز الهندسي للبيئة المكانيّة

الشركات النموذجية. فرصة اقتصاديّة واجتماعيّة

يعتبر الدمج حقٌ إنسانيّ أساسيّ لكل الأشخاص مهما كانت فروقاتهم الفردية، وتكمن غايته في تحقيق تكافؤ الفرص بين كل أعضاء المجتمع على كل المستويات وفي كل المجالات.

ما هي السياحة الدامجة؟

تنصّ “اتفاقيّة الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” على حقّ جميع الأشخاص في الوصول إلى المرافق السياحيّة. أكثر من 140 دولة وقّعت على هذه الاتفاقيّة، ومن ضمنها لبنان.

 

عن المشروع

نتيجة لذلك، جاء هذا المشروع، الأول من نوعه في لبنان ليحقق الأهداف التالية تعزيز دور قطاع السياحة باعتباره رصيدا مهما للتنمية الاجتماعية-الاقتصادية، بهدف اعتماد منهجيّة لدمج الأشخاص المعوقين في لبنان.

 

السياحة المستدامة من أجل التنمية

بين الجهات المسؤولة بهدف وضع سياسات وتشريعات تهدف إلى تبني ثقافة الدمج، وتوفير كل ما يلزم لخلق نماذج سياحية رائدة في مجال السياحة الدامجة في مختلف المناطق التي يستهدفها المشروع.

منافع توظيف الأشخاص المعوقين

للحفاظ على بيئة سياحيّة دامجة من خلال تمكين النساء والرجال، وكذلك الشباب، باعتبارهم شركاء فاعلين في عمليّة التنمية الاجتماعيّة- الاقتصاديّة في البلاد، وتوفير الدعم التقني لأصحاب مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات المحلية في المجتمع المدني

المناطق المستهدفة التي يتم تجهيزها في لبنان:

عمل المشروع مع المناطق الأربع (بعلبك - صور- جبيل – محمية ارز الشوف) لتعديل بناء البنى التحتيّة والثقافيّة، على أن تكون هذه المرافق ضمن البرنامج السياحي أو الثقافي لكلّ منظقة. ويمكن أن تشمل هذه المرافق: النظام الشامل لوسائل النقل، الأرصفة والطرق، المحلات التجارية في السوق القديمة…

 

                  إن هذا المقال أجريته من خلال مقابلة مع إدارة الإتّحاد اللبناني للأشخاص المعوّقين حركياً    

جنان سعيد

 

أخبار مرتبطة