دار زمريا قندق ثراثي بقوام حلبي
دار زمريا:
تم بناء دار زمريا في القرن السابع عشر، لم يعرف اسم مالكها الأول، ولكنها كانت في نهاية القرن التاسع عشر ملكاً لعائلة من أثرياء حلب "عائلة زمريا"، ولذلك أصبحت الدار يعرف باسمهم.
كسائر الدور الحلبية التقليدية المبنية في العصر العثماني، تم بناء الدار من الحجر الكلسي الأبيض وتتكون من طابقين وقبو، الطابق الأرضي يتضمن المدخل إلى الدارالذي تتوسطه باحة رئيسية مكشوفة تتوزع حولها قاعات الإستقبال ، بينما خصص الطابق العلوي للنوم، وتضمن طابق القبو مستودع للمؤونة. وتميزت الدار بإيوانها الكبير وبالنقوش الحجرية البديعة التي كانت تعلو النوافذ المشرفة على الباحة الداخلية، وبالقبو الذي كان يتصل بالسراديب المخفية تحت مدينة حلب القديمة.
أما عن قصة إعادة توظيف الدار بوظيفة فندقية، فقد تأسست شركة مارتيني للاستثمارات السياحية في عام 1993 وقامت بشراء الدار الأولى من ورثة الوجيه الحلبي المسيحي "ليون زمريا" الذي كان يشغل منصب وزير المالية والتموين في بداية الستينات من القرن الماضي، وتم إعادة توظيفها كفندق تراثي حمل اسم " فندق دار زمريا" في عام 1996، بحيث يضم 14 غرفة لإقامة المسافرين ومطعمين.
في السنوات التالية، قامت الشركة بشراء ثلاث عقارات مجاورة للدار وألحقتها بالفندق على الشكل التالي:
- في عام 2000، تم شراء العقار المجاور للفندق وتم ضمه إليه وأصبح يضم المطبخ الرئيسي للفندق ككل، بالإضافة إلى ثمان غرف جديدة لإقامة المسافرين.
- في عام 2006، تم شراء عقارين مجاورين جديدين وألحقا بالفندق، كان أحدهما أصلاً الزاوية "الجيلانية" الصوفية التي كانت تنتمي إلى مدرسة الشيخ "عبد القادر الجيلاني" ، والآخر كان يضم أول مطبعة للحروف العربية في "العالم العربي" والتي قام بجلبها من بوخارست مطران "حلب" السيد "اثنايوس الدباس" عام 1705 وقامت على نشر (11) كتاباً دينياً وتاريخياً وذلك منذ عام 1706 حتى عام 1711, وطبعت كتاباً اسمه صخرة الشك في عام 1721، وبعدها انتقلت المطبعة في عام 1723 إلى دير البلمند في لبنان على يد السيد عبد الله الزاخر واختفت هناك.
أصبح هذين العقارين يعرفان باسم دار شرقي ودار السلام. وأصبح الفندق يضم خمسون غرفة لإقامة النزلاء.
في عام 2012، ومع بداية الحرب العنيفة في حلب، تعرض قسم كبير من حي الجديدة الأثري للدمار نتيجة الاشتباكات العنيفة، وكان من ضمنها دار زمريا التي تدمرت بشكل شبه كامل وسرقت محتوياتها من أثاث وخشبيات مميزة .
بعد انتهاء الحرب، بادرت شركة المارتيني بإعادة تأهيل وبناء فندقها المميز وعهدت بتنفيذه إلى "شركة كنو لتعهدات البناء والترميم" تحت إشراف المهندس بشار مارتيني، وما تزال أعمال الإنشاء قائمة حتى الوقت
الحاضر.
ميسون غزلان
