"قصر الداي" أو "دار السلطان" بالجزائر العاصمة صرح حضاري... تفوح منه عبق الحضارة العثمانية



       لا يزال حي القصبة العتيق بالجزائر العاصمة يزخر بالعديد من الآثار العثمانية الشاهدة على أعظم فترة  تاريخية مرت بها الجزائر و أجمل الأبنية ذات الطابع المعماري المتميز ، التي تركت بصمتها عبر الزمن و "قلعة الجزائر" ، أو "قصر الداي" أو  "دار السلطان" كما هو متعارف عليه حاليا أحد روائع العمارة العثمانية التي تتميز بدرجة عالية من الجمال و الجاذبية ، هذا المعلم التراثي و الثقافي الذي تم تصنيفه ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة  اليونسكو بفضل نمطه العمراني الجميل .

   تعد قلعة الجزائر وهو أول اسم أطلق عليها ضمن واحدة من أفضل المعالم الأثرية في الجزائر و أفضل الوجهات السياحة، فلا يمكن التجوال بين أزقة القصبة دون زيارة دار السلطان ، كما تعتبر من أكبر القصور التي بناها العثمانيون أثناء فترة حكمهم بالجزائر ، لتكون مقرا لهم و لاستقبال ضيوف الداي و بايات الجزائر في تلك الفترة ، و هو أيضا  المكان الذي شهد حادثة المروحية الشهيرة بين الداي حسين و القنصل الفرنسي ، و كانت السبب الرئيسي للاحتلال الفرنسي للجزائر سنة 1830 .

تقع "دار السلطان" بالتحديد في الجهة الشمالية الشرقية بأعالي القصبة العتيقة ، ما يسمى حاليا باب الجديد  بمساحة تقدر ب4500 متر مربع .

حسب العديد من المصادر التاريخية فإنه تم بناء هذه القلعة من طرف الأخوين عروج و خير الدين بربروس سنة 1516  لتكون حصن عسكري قبل أن يحولها  الداي "علي خوجة" إلى مقر إيالة الجزائر أو قصر حكام الجزائر و ذلك إلى غاية سنة 1817.

تتميز  دار السلطان بطراز معماري فريد  مثله مثل باقي قصور المتواجدة على مستوى الجزائر العاصمة ، فهو مزيج بين الهندسة المعمارية الأندلسية ، التركية و الفارسية و حتى الأوروبية ، يمكن دخول القصر عبر مدخلين رئيسين ، احدهم يؤدي إلى ساحة القلعة عبر باب كبير مغطى ، و الثاني باب متعرج المدخل بما يحفظ الحياة الخاصة لسكان القلعة

  من جهة أخرى ، تضم دار السلطان قصران كبيرين و مسجدان و قاعات لديوان الحكم  و مخزن ، تحيط بساحتها المستطيلة أربعة أجنحة مكونة من ثلاث طوابق و التي تضم بدورها عدة شقق و مطابخ و حمامات و غيرها ، تم بناء هذه القلعة بأجود أنواع مواد البناء  كما تم تزيين جدرانها بمربعات خزفية جميلة مستمدة من تشكيلات نباتية و زهرية تحاكي جمالية الفن الايطالي ، كما صنعت أبوابها و نوافذها من الخشب العتيق . 

شرعت السلطات المحلية في ترميم قلعة الجزائرمنذ2017 ، ضمن المخطط الشامل لترميم القصبة و كل معالمها الأثرية  بعد سنوات من الإهمال الذي تعرضت له  ، بالرغم من ذلك تبقى دار السلطان  من أجمل القصور التاريخية  بالجزائر، و نموذج رائع للبناء المتين والزخارف المميزة و الذوق الرفيع مما جعله قبلة سياحية و ثقافية بامتياز  .

 جميلة خياري

 

 

أخبار مرتبطة