قرية حسون البيئية: حكاية تراث الصابون


قرية بدر حسون البيئية تسبغ على عالم التراث والجمال الكثير من عندياتها المميزة، وهي إلى ذلك حقق الانجازات الكثيرة، ودخلت موسوعة غينيس، وابتدعت أصناف الصابون العضوي، ومنتوجات جمالية بيئية، وصولاً إلى الصابونة المذهبة، وأكبر شجرة ميلاد، وآخر المنجزات مجموعة عطرية أسمتها "العطر الملوكي".

 

المركز الرئيسي للقرية

تمثّل "قرية بدر حسون البيئية" في شمال لبنان معلماً صناعيا -بيئياً - جمالياً يركّز على الطبيعة، وعناصرها منطلقاً من صناعة الصابون، ومتشعباً في أصناف العلاجات الجسدية، والجلدية، وعلى ما يتعلق بها من الجماليات.

 مؤسس القرية محمد بدر حسون، انطلق مطلع الثمانينات في أسواق طرابلس القديمة، من موقع أثري تاريخي هام يعرف بـ"خان الصابون"، متبنياً طريقة التصنيع التراثية الأهلية للصابون وفق التقليد المحلي.

 

لا مواد كيميائية..

 

تركيز على المواد العضوية إن في العطور أو الزيوت أو الألوان.

تطورت صناعة الصابون على يدي حسون، مبتعداً عن المواد الكيميائية، ومركزاً على المواد العضوية، إن في العطور، أو الزيوت، أو الألوان.

ومع مرور الزمن، وتعدد انجازاته، لم يعد موقع عمله في أسواق طرابلس القديمة كافياً لمزيد من التوسع، وهو يحمل في جعبته الكثير من الأفكار التي تحتاج لمساحات أوسع بغية تطويرها، فانتقل إلى منطقة قريبة تعرف بضهر العين في قضاء الكورة، (5 كيلومترات شرقي مدينة طرابلس).

 

العودة إلى التراث والقرية اللبنانية

 

الصابونة المذهبة

 أقام حسون قريته على أرض تناهز مساحتها الـ15 ألف متراً مربع، وأسس فيها مصنعا متطورا للتقطير، والتحويل، والتركيب، ولكل ما تحتاجه صناعة الصابون، مع مختبرات مجهزة بأحدث التقنيات التي تلبي حاجة الصناعة، ومتطلباتها.

وحرص حسون على بناء منازل له ولعائلته داخلها، معتمدا صيغة التراث، والقرية اللبنانية، ومنها تطور في إبداعاته، بكل اصناف الصابون، وصولاً إلى الصابونة الذهبية الشهيرة.

 

إلى العالمية...

 كما أنتج مصنعه الدهون والمراهم والزيوت والعطور من مختلف الأصناف التي وصلت إلى العالمية، وبلغت الأصناف التي ينتجها أكثر من1400 صنفاً، جميعها عضوية بيئية خضراء المنبت بصورة تامة.

 

نباتات لاستخراج العطور والزيوت

 

نباتات عطرية في محيط القرية

 اعتمد حسون العناصر البيئية المتوافرة في أرضه من حجر وخلافه في بناء قريته، وراح يطوره، ويوسعه، فاضاف ابنية متعددة قابلة للسكن، ربما يتحول بعضها إلى فندق مستقبلاً.

تخترق هذه الأبنية، ممرات حجر، ومساكب للنباتات التي يستخرج منها العطور والزيوت، كغار الجبل، والخزامى، والياسمين، والبابونج وعطريات أخرى، وزوّدها بتشكيلات مجالس، وأشباه ينابيع من المياه.

 

أكبر شجرة ميلادية من الصابون

 

أكبر شجرة ميلاد من الصابون في العالم من صنع القرية

 من المنجزات التي لا تعد ولا تحصى في قرية بدر حسون البيئية، يمكن التوقف عند أكبر شجرة ميلادية من الصابون، عرضها منذ نحو عام ونصف في مناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة، ورُشحت لدخول موسوعة "غينيس" العالمية للأرقام القياسية.

 

انجازات عربية وعالمية

 

احتفال دولي ومحلي في القرية البيئية

 منذ أعوام قليلة، أقام حسون احتفالاً جامعا لمنجزاته، أعلن فيها "اتحاد السفراء الدوليين" في الولايات المتحدة الأميركية إدراج قرية حسون على خارطة السياحة الدبلوماسية والبيئية.

ومُنح حسون وسام التميز البيئي من الاتحاد العربي للشباب والبيئة، وصنّف ما أنجزه في مصاف أول قرية نموذجية عربية متخصصة بالاستثمار في الاقتصاد الأخضر.

 

أفق مفتوح على أحلام

 

عطور وصابون وجمال وسحر

قرية بدر حسون فتحت آفاقاً واسعة، وابتكارات متنوعة، في الصناعة البيئية التي يؤثر حسون وصفها بـ "الصناعة الخضراء"، أنشطتها لا تعد، ولا تحصى، حيث يزورها الرواد من تلامذة المدارس المحليين إلى سفراء الدول والدبلوماسيين، همهم التمتع بما يصنعه، وبطريقة التصنيع.

 من الصعب جداً إحاطة قرية بدر حسون البيئية بكل رواياتها، فهي أفق مفتوح على أحلام حسون، ونزعاته الإبداعية اللامتناهية.

 

مجموعة عطور عضوية جديدة

 

جانب من القرية

 آخر انجازات قرية حسون ما كشف محمد بدر حسون -صاحب عن مجموعة من العطور العضوية البيئية الجديدة في احتفالية بعنوان "يوم الصناعة الخضراء" احتشد فيها عدد كبير من الشخصيات من نواب ودبلوماسيين أجانب، وفاعليات اقتصادية محلية، ودولية، وسياسية، واجتماعية، وعرضت خلالها الأصناف العطرية الجديدة في الهواء الطلق، وفي الداخل، وتلتها جولة في أرجاء القرية، والتعرف إلى مختلف المنتوجات السابقة، والحالية التي وصلت إلى العالمية.

 

حسون: نؤكد على الالتزام بالعنصر البيئي الطبيعي

 

زوار وفاعليات جاؤوا للمشاركة في "يوم الصناعة الخضراء"

 رعت المناسبة وزارة الصناعة اللبنانية، وفي لقاء حضره دبلوماسيون أجانب وعرباً، وفعاليات، ضم مدير عام الوزارة داني جدعون، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس توفيق دربوسي، وأمين عام الاتحاد العربي للشباب والبيئة الدكتور عبد الرزاق اسماعيل.

وتحدث بدر حسون عن صناعته، عارضاً بعضاً من خلفياتها، وفلسفتها، ومؤكداً على الالتزام بالعنصر البيئي الطبيعي، وتطويره لما فيه سعادة الإنسان.

 

 

 

مسؤولون شاركوا في اللقاءات حول "يوم الصناعة الخضراء"

 كذلك تحدث جدعون، واسماعيل ودربوسي، منوهين بالسوق العطري لقرية بدر حسون البيئية، وبأهمية العمل في مجال العطور العضوية، متمنين النجاح لحسون، ومعبرين عن دعمهم له في مسيرته الطويلة التي أثمرت النجاح الكبير، والتطور الذي نشهده اليوم.

 

مزج العطور حالة ذهنية وتجربة شخصية

 

 ويقول الخبير البيئي بالعطور الدكتور بدر حسون إن "العطر هو أفضل مستودع ذكريات الماضي”، موضحاً أن "الأبحاث تؤكد أن رشة عطر تحفر على إفراز مواد في الدماغ في غضون ثوانٍ، تجتاح الانسان بعدها حالة من الانشراح والسعادة”.

 حسون يضيف: “أما في لغة الأنوف، أو حسب الخبراء في اختيار الخلاصات العطرية، وطرق مزجها، فإن العطر ليس بمكونات وخلطات فحسب، بل هو حالة ذهنية، وتجربة شخصية لا يمكن توقعها مسبقاً".

 قال: "من هنا هذا التميّز الذي يحرك الحواس، والعقل، ويكسر المألوف”.

 

أخبار مرتبطة