قلعة "يما قورايا" بالجزائر بين الأسطورة و الحقيقة



   تعتبر ولاية بجاية لؤلؤة الشرق الجزائري لما تتوفر عليه من معالم سياحية و أثرية تؤرخ لحقب مختلفة من التاريخ العريق لهذه المدينة الساحرة  "مدينة الحماديين" أبرزها " قلعة يما قورايا" تلك الآثار التي تظهر للعيان على شكل امرأة مستلقية تمد أرجلها و التي تعد من أهم و أفضل الوجهات السياحية و أكثرها جذبا للسياح على مدار السنة .

"قلعة يما قورايا" هي محمية طبيعية  يبلغ ارتفاعها 672 متر بمساحة تقدر ب 2008 هكتار،  كما تتواجد بها العديد من الحيوانات النادرة  من بينها قرود المكاك البربري و ابن أوى الذهبي المنتشر هناك بكثرة ، كما تضم المنطقة ثروة غابية هامة توجد بها العديد من الأشجار النادرة و النباتات ، و كذلك بحيرة رائعة  تبلغ مساحتها 205 هكتار و عمقها 18 متر تحيط بها مجموعة مميزة من النباتات النادرة و الطيور المهاجرة .

أما عن الأصل التاريخي لهذه القلعة فإن الأبحاث التاريخية عجزت أمام غموض هذا الجبل الأسطورة ، فهو يظهر من الأعلى كشكل امرأة نائمة ، و هو القبر الذي ترقد فيه يما قورايا و التي نسبت إليه العديد من القصص و الروايات ولم  تحسم الدراسات التاريخية حقيقة يما قورايا ما إذا كانت حقيقية أم أسطورة ، فالرواية الأولى تقول بأنها كانت امرأة مختلفة عن باقي النساء و أنها جاءت إلى الجزائر مع الاستعمار الاسباني سنة 1501 ، لكنها كانت مناهضة لهذا الاحتلال ، ثم دخلت الإسلام و أصبحت تحارب مع سكان بجاية الغزو الاسباني و من هنا أطلق عليها اسم "حارسة بجاية" و هو ما تؤكده لوحة بأعلى الجبل التي تروي قصة هذه المرأة الأسطورة ، أما  الرواية الثانية  تقول بأن يما قورايا هي ولية صالحة  منذ سنة 429 م إبان الغزو الونداني على مدينة بجاية  و كانت تسمى في ذلك الوقت "صلداي"  و تعني الجبل الصغير باللغة الوندانية  و حسب بعض الأساطير فان ولاية بجاية كان لها 99 وليا صالحا أخرهم امرأة و هي يما قورايا ، في حين تقول الرواية الثالثة أن قورايا كانت فتاة يتيمة وتقيم في إحدى قرى بجاية  مع والدها و حاول والدها تزويجها من رجل لا تريده ،  فلجأت إلى الجبل و بقيت تتضرع فيه إلى الله أن يخلصها من هذا العريس و عاشت هناك إلى أن توفيت .  

رغم اختلاف الروايات و القصص حول هذا الجبل الأسطوري ، إلا أنها أجمعت كلها على أنها تدور حول قصة امرأة كان لها شان عظيم في بجاية  و أصبحت مع مرور الوقت   مقصد هام لمئات الزوار و السياح من جميع أنحاء الوطن و حتى من الخارج ، فلا يمكن زيارة بجاية دون المرور بهذا الجبل الشامخ حتى و إن كان الأمر صعبا و لكنه يستحق العناء و المغامرة خاصة و أنه يتطلب للوصول إلى قمته السير على الأقدام نحو 505 كلم ، و لقبر يما قورايا أهمية كبيرة لدى سكان المنطقة  إلى يومنا هذا .

 

جميلة خياري

 

أخبار مرتبطة